«هبوط قوي» الذهب يتراجع بسبب ارتفاع الدولار الأمريكي وتأثيره على السوق العالمية

العملة الأمريكية تتماسك فوق أدنى مستوى في 3 سنوات وسط ترقب السوق للمزيد من البيانات عن سوق العمل في الولايات المتحدة، حيث يعكس ذلك مؤشرات إيجابية تستدعي انتباه المستثمرين والمتعاملين في الأسواق المالية، خاصة مع ارتفاع فرص العمل المتاحة بشكل يفوق التوقعات خلال مايو، مما ينعكس على أداء الدولار وأسعار المعادن الثمينة كالذهب، وسط حالة من الترقب للحركة القادمة في ظل بيانات سوق العمل الأمريكية المرتقبة.

كيف تساهم العملات الأمريكية في تماسك الدولار فوق أدنى مستوى خلال 3 سنوات؟

سجلت العملة الأمريكية صمودًا فوق أدنى مستوى لها خلال ثلاث سنوات مع تأكيد البيانات الاقتصادية، والتي كانت مؤشراً قوياً على مرونة سوق العمل الأمريكي وسوق المال، حيث ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.3% مع تحسن فرص العمل المتاحة إلى 7.77 مليون فرصة بنهاية مايو، متجاوزًا توقعات السوق التي كانت تشير إلى 7.32 مليون، وسط نشاط ملحوظ في عمليات الشراء للدولار من مستويات منخفضة سابقة، الأمر الذي دعم تماسك العملة وعزز جاذبيتها أمام العملات المنافسة.

تأثير تماسك العملة الأمريكية لا يتوقف عند ذلك فقط، بل يترافق مع الظروف السياسية والاقتصادية التي تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد اتجاهات السوق، مثل مراقبة الأسواق لمشروع قانون الضرائب والإنفاق الأمريكي الضخم الذي قد يزيد الدين الوطني بمبلغ 3.3 تريليون دولار، وهذه التطورات تؤثر بشكل مباشر على معنويات المستثمرين وتوقعاتهم المستقبليّة للعملة.

العملة الأمريكية وأثر بيانات سوق العمل على أسعار الذهب وتذبذب الأسواق

يظهر تأثير العملة الأمريكية بوضوح على سوق السلع خاصة أسعار الذهب، حيث هبطت أسعار الذهب في السوق الأوروبية بنسبة 0.35% لتصل إلى 3,327.71 دولارًا للأونصة، وذلك بعد موجة صعود استمرت لمدة يومين دفعت السعر للارتفاع بنسبة 1.1%، مع تعافي الذهب من أدنى مستوى له خلال خمسة أسابيع، لكن ارتفاع سعر الدولار معتمداً على تماسك العملة الأمريكية فوق أدنى مستوى في ثلاث سنوات، يضغط على أسعار الذهب، لأنه يجعل المعدن أقل جاذبية للمشترين الذين يعمدون إلى الدولار كملاذ آمن.

تظل توقعات الخبراء حذرة، خاصة مع اقتراب صدور بيانات الوظائف الخاصة وطلبات إعانة البطالة، فكل تلك البيانات يعتبرها المستثمرون مقياسًا هامًا لمعرفة اتجاه أسعار الفائدة الأمريكية التي بدورها تؤثر بشكل مباشر على الدولار والذهب.

توقعات مستقبلية للعملة الأمريكية وترقب الأسواق للقرارات الاقتصادية المؤثرة

تترقب الأسواق ظهور المزيد من مؤشرات سوق العمل الأمريكية التي ستحدد توجهات الاحتياطي الفيدرالي تجاه سياسة أسعار الفائدة، حيث أكد رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول نهج الصبر حيال خفض أسعار الفائدة، لكنه لم يستبعد حدوث خفض في الاجتماع المقبل، كما أوضحت أداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة CME أن احتمالات خفض الفائدة في يوليو تقف عند 20% والإبقاء عليها عند 80%، بينما ارتفعت احتمالات خفض الفائدة في سبتمبر إلى 93%، وسط ترقب موعد صدور بيانات توظيف قطاع الشركات وطلبات إعانة البطالة وتقرير الوظائف الشهري.

عوامل لا بد من متابعتها بشكل مستمر بالنسبة للمستثمرين والمتعاملين:

• مستوى فرص العمل المتاحة وتأثيرها على سوق العمل الأمريكي
• سياسة الاحتياطي الفيدرالي تجاه أسعار الفائدة وتأثيرها على الدولار
• تطور مشروع قانون الضرائب والإنفاق وتأثيره على الدين الوطني والقيمة السوقية للدولار
• تذبذب أسعار الذهب وتسجيله لمكاسب أو خسائر تتأثر بتقلبات الدولار وسوق العمل

يشدد المحللون على أهمية متابعة التطورات الاقتصادية الأمريكية بانتباه؛ لأن نتائج البيانات القادمة قد ترسم خارطة الطريق القادمة، خصوصًا مع ملاحظة انخفاض حيازات الذهب في صندوق SPDR Gold Trust، والذي يشير إلى ميل المستثمرين نحو تفضيل أصول أخرى. بينما يبقى الخطر الأكبر على الذهب هو حدوث مفاجأة إيجابية في بيانات الوظائف غير الزراعية، لكن الاحتمالات تبدو منخفضة حتى الآن.

الأوضاع المالية الأمريكية خلال الأيام القادمة ستحدد بشكل واضح مستوى تماسك العملة الأمريكية فوق أدنى مستوى في 3 سنوات، وسيبقى الترجم الفعلي لتلك المؤشرات هو الأساس الذي يرتكز عليه المستثمرون في تحركاتهم القادمة.