حصريًا تفاعل غير معتاد في البحر المتوسط وخبير جيولوجيا يفند الشائعات حول موجات زلزالية أو تسونامي تهدد مصر

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو أظهر حركة غير اعتيادية في البحر المتوسط، مما أثار تساؤلات حول تعرض مصر لموجات زلزالية أو تسونامي، وهذا ما دفع الكثيرين للبحث عن معلومات موثوقة لفهم الوضع بشكل أفضل، خاصةً وأن الكلمة المفتاحية “البحر المتوسط” ظهرت في قلب هذا الجدل والرصد العلمي.

ما حقيقة النشاط الزلزالي في البحر المتوسط؟

لطالما كان البحر المتوسط منطقة نشاط جيولوجي معتدلة ليست بالهزات الأرضية الشديدة، وأشار الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إلى أن ما تم رصده من نشاط في قاع البحر المتوسط خلال الأيام الماضية لا يتجاوز الزلازل الخفيفة التي بلغت قوتها حوالي 3 درجات على مقياس ريختر، أي أقل من المعدل الطبيعي الذي تسجله المنطقة، وكانت هذه الهزات متساوية ومتباعدة. وبالإضافة إلى ذلك، لا توجد مؤشرات علمية أو رصد دوري يؤكد حدوث أي نشاط غير اعتيادي في البحر المتوسط خلال الفترة الأخيرة، كما أن حالة الأمواج طبيعية وتتأثر بتغيرات التيارات الهوائية المعتادة خلال هذه المواسم، مع توقع زيادة طفيفة في الأمواج خلال اليومين المقبلين.

التسونامي وعلاقته بالزلزال في البحر المتوسط

تواترت العديد من الأسئلة حول إمكانية أن ينتج تسونامي عن أي نشاط زلزالي صغير في البحر المتوسط، لكن الواقع يروي قصة مختلفة، حيث أوضح الدكتور عباس شراقي أن تسونامي قوي يحدث غالبًا نتيجة زلازل ضخمة تتجاوز 6.5 درجة أما في البحر المتوسط، فإن معظم الزلازل منخفضة الشدة لا تتسبب في تكوين أمواج بحرية ضخمة. علاوة على ذلك، فإن مركز الزلزال وعمقه عاملان حاسمان، إذ يلزم أن يكون مركزه تحت قاع البحر وبالقرب من السطح لتحقيق تأثير يُنتج تسونامي. وحتى في السيناريوهات غير الطبيعية، فإن احتمالية حدوث تسونامي كارثي تبقى منخفضة جدًا، ويشير شراقي إلى أن إطلاق موجات تسونامي ضخمة من صنع الإنسان يتطلب كميات هائلة من الانفجارات النووية تحت الماء، يفوق عددها 30 قنبلة نووية بحجم هيروشيما، وهذا ما لا يحدث ولا يمكن أن يُدار بسهولة.

• تتراوح قوة الزلازل في البحر المتوسط بين 2 إلى 4 درجات بشكل شائع
• تسونامي يتطلب زلزالاً يزيد عن 6.5 درجة وأصلًا قرب السطح البحري
• لا تُسجل حتى الآن أي نشاط غير طبيعي من قبل أجهزة مراقبة البحر المتوسط
• الأمواج المتوقعة طبيعية وتزداد بفعل التيارات الهوائية الموسمية

كيف تتابع نشاط البحر المتوسط وأدوات القياس الموجودة؟

تنتشر العديد من محطات الرصد والأجهزة المتخصصة في مراقبة النشاط الزلزالي وإرتفاع الأمواج في البحر المتوسط، ويعد المعهد القومي لعلوم البحار والمحيطات في الإسكندرية من أهم الجهات التي تُتابع هذه التغيرات باستمرار. وليست مراقبة الزلازل وحدها كافية، بل يُعتمد على أجهزة قياس مستوى سطح البحر والتي ترصد أي تغييرات غير طبيعية قد تشير إلى تكون أمواج تسونامي محتملة، ولكن حتى الآن، لم تسجل أي من الأجهزة التابعة للمعهد أي نشاط مخالف للمعدل. توضح الجدول التالي الفرق بين النشاط الطبيعي والمخاوف التي تم تداولها حول البحر المتوسط:

كما يُمكن لأي شخص مهتم متابعة تحديثات الهيئة العامة للرصد الجيولوجي التي تزود الجمهور بتقارير دورية ونشرات توعوية حول أي نشاط زلزالي أو تغيرات في البحر المتوسط، مما يسهم في تنبيه السكان في المناطق الساحلية وقت الحاجة.

في ظل هذه المعلومات، من الواضح أن الحديث عن موجات زلزالية أو تسونامي يخص البحر المتوسط ومصر يبدو بعيدًا عن الواقع، وأن المنشورات المتداولة لا تحمل أساسًا علميًا صلبًا، ومع ذلك يظل متابعة المصادر الموثوقة هو الأهم لفهم حركة البحر وأحداثه. ويبقى الاهتمام بنشر الوعي العلمي أداة مهمة تساهم في تفادي الهلع ونشر الأخبار غير الدقيقة. إذا كنت من المهتمين بالمتابعة، فإن البقاء على اطلاع عبر القنوات الرسمية يضفي طمأنينة ويساعد في التعامل مع المعلومات بثقة وهدوء.