«حرارة مفرطة» لماذا نشعر بدرجات حرارة أعلى من المعلنة وتأثير الرطوبة المرتفعة؟

لماذا نشعر فى معظم الوقت بدرجات حرارة أعلى من المعلنة من قبل هيئة الأرصاد الجوية سؤال يتكرر دائماً خاصة مع فصل الصيف الذي يحمل معه أجواءً حارة بشكل ملحوظ، ويبدو أن هذا الشعور يعود إلى اختلاف بين الحرارة المعلنة والحرارة المحسوسة على الأرض بسبب عوامل مختلفة تؤثر على إحساسنا الحسي، وهذا الاختلاف يُصعب علينا فهمه في بعض الأحيان لكنه مرتبط بأساسيات علمية دقيقة توضحها الهيئة بصفة مستمرة.

سبب اختلاف الحرارة المعلنة والحرارة المحسوسة وتأثيراتها

الدكتور محمود شاهين، مدير عام إدارة التنبؤات الجوية والإنذار المبكر بهيئة الأرصاد، يوضح أن درجة الحرارة المعلنة مأخوذة من قياسات لحرارة الهواء الساكن والمُسجل في الظل على ارتفاع 2 متر فوق سطح الأرض، وطبقاً لمعايير منظمة الأرصاد العالمية، لكن الحرارة المحسوسة التي نشعر بها تختلف لأنها تعتمد على عوامل مثل تعرّض الإنسان لأشعة الشمس المباشرة ومدة هذا التعرض، بالإضافة إلى سرعة الرياح ونسبة الرطوبة في الهواء،

الرطوبة العالية تقلل من فعالية التعرق الذي يبرد الجسم، ما يزيد الإحساس بالحرارة، وخلال الصيف تحديداً تتزايد الرطوبة بسبب تأثير امتداد منخفض الهند الموسمي الذي يؤثر على مناخ مصر، ولهذا السبب تعلن هيئة الأرصاد أيضاً درجات الحرارة المحسوسة في نشراتها الجوية لتوضيح الفرق بين المقاسة والمحسوسة بوضوح.

متوسطات نسب الرطوبة وتأثيرها على الإحساس بدرجات الحرارة

يحظى إعداد الجمهور بمعرفة متوسطات الرطوبة؛ حيث يبيّن الدكتور محمود شاهين أن نسب الرطوبة تختلف باختلاف المناطق داخل مصر، إذ تكون في القاهرة الكبرى والوجه البحري مرتفعة ليلاً من 80 إلى 85% وتنخفض خلال النهار لتتراوح بين 35 و40%، بينما ترتفع نسب الرطوبة في السواحل الشمالية ليلاً بين 85 و90%، وتنخفض نهاراً إلى ما بين 50 و55%،

وفي شمال الصعيد تشهد نسب رطوبة ليلاً من 50 إلى 60%، ونهاراً بين 20 و25%، أما جنوب الصعيد فتنخفض الرطوبة لتصبح بين 30 و35% في الليل، وما بين 15 و20% خلال النهار، هذا التفاوت في النسب يؤثر بشكل مباشر على شعور الناس بالحرارة المحسوسة، ويُفسر اختلاف الإحساس بين مناطق الجمهورية المختلفة.

المنطقة نسبة الرطوبة ليلاً (%) نسبة الرطوبة نهاراً (%)
القاهرة الكبرى والوجه البحري 80-85 35-40
السواحل الشمالية 85-90 50-55
شمال الصعيد 50-60 20-25
جنوب الصعيد 30-35 15-20

لماذا نشعر فى معظم الوقت بدرجات حرارة أعلى من المعلنة بسبب امتداد منخفض الهند الموسمي؟

توضح الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية، أن ارتفاع الرطوبة الناتج عن امتداد منخفض الهند الموسمي يخلق كتلاً هوائية شديدة الحرارة تحمل معها كميات كبيرة من بخار الماء عبر البحر المتوسط، وهذا يزيد من الرطوبة في الجو، ما يؤدي إلى ارتفاع أكبر في الحرارة المحسوسة، خصوصاً خلال الليالي الهادئة التي تقل فيها حركة الرياح،

يُلاحظ أن نسب الرطوبة في المناطق الساحلية قد تتجاوز 95%، وتتناقص تدريجياً كلما اتجهنا نحو الداخل، مع العلم أن ارتفاع الرطوبة ليلاً يكون عادة أعلى منه أثناء النهار، ويجعلنا نشعر بفرق يصل إلى 4 درجات مئوية فوق درجات الحرارة المعلنة في الظل، وهو ما يفسر الشعور العام بالحرارة الزائدة في أغلب أوقات اليوم.

نصائح مهمة للتكيف مع الشعور بارتفاع درجات الحرارة المحسوسة

للتغلب على الشعور بحرارة أعلى من المعلنة، تقدم عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية مجموعة من الإرشادات التي تساعد على تقليل التأثير السلبي للرطوبة المرتفعة، منها:

  • البقاء في أماكن تتمتع بتهوية جيدة تسمح بتجديد الهواء باستمرار
  • الابتعاد عن الأماكن المغلقة والمزدحمة التي تزيد من تراكم الحرارة والرطوبة
  • الإكثار من شرب السوائل والمشروبات المرطبة لتجنب الجفاف وتأثير الحرارة الزائد
  • ارتداء ملابس خفيفة وفضفاضة تسمح بمرور الهواء وسحب العرق من الجلد
  • تجنّب التعرض المُباشر لأشعة الشمس في أوقات الذروة للحفاظ على برودة الجسم

هذه الخطوات تساعدك في تقليل الإحساس بالخطر الناتج عن ارتفاع الحرارة المحسوسة بسبب الرطوبة المرتفعة، ويمكن الاعتماد عليها بشكل يومي خلال فصل الصيف، خصوصاً مع تأثير منخفض الهند الموسمي المستمر على الأجواء.

في الواقع، الفهم الجيد للاختلاف بين درجات الحرارة المعلنة والمحسوسة يساعدنا على التعايش مع الأجواء الحارة بشكل أفضل والوقاية من التعب الناتج عن هذا الاختلاف، مما يجعلنا أكثر وعياً بكيفية التعامل مع ظروف الطقس المتغيرة التي تشهدها بلادنا باستمرار.