«هبوط قوي» الدولار يتراجع قرب أدنى مستوى في 3 سنوات ونصف وسط خفض الفائدة المتوقع

الدولار الأميركي يستقر عند أدنى مستوياته منذ فبراير 2022 أمام العملات الرئيسية مع تتبع الأسواق للتلميحات الحمائية من رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول وتأثير مشروع قانون الإنفاق الضخم الذي يدعمه دونالد ترامب وسط قلق المستثمرين من تداعيات ارتفاع الدين العام على سعر الدولار ومؤشرات الاقتصاد الأميركية التي تحدد مسار الفائدة مستقبلاً

كيف يؤثر استقرار الدولار الأميركي على العملات الرئيسية في السوق العالمي

استقرار الدولار الأميركي عند أدنى مستوياته منذ فبراير 2022 يسلط الضوء على حالة التقلب التي تعيشها الأسواق المالية خاصةً أمام العملات المهمة مثل اليورو والفرنك السويسري حيث وصل الدولار إلى أدنى مستوى مقابل اليورو منذ سبتمبر 2021، وأدنى مستوى أمام الفرنك منذ يناير 2015 وهذا التراجع يعكس بوضوح التأثير الكبير للتلميحات الحمائية التي أطلقها جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي والتي تميل إلى تبني موقف متحفظ تجاه خفض أسعار الفائدة رغم عدم استبعاده بالكامل في الاجتماع المرتقب خلال هذا الشهر

تحديد مسار سعر الدولار أصبح يمر كذلك بمراقبة شديدة لتقرير الوظائف غير الزراعية المتوقع صدوره يوم الخميس وخاصة بعد بيانات «JOLTS» التي شكلت مؤشراً على صمود سوق العمل الأميركي ما دفع مؤشر الدولار إلى ارتفاع طفيف لمستوى 96.677، مع بقائه قريباً من أدنى مستوياته خلال الليل عند 96.373 مما يعكس حالة من الترقب بين المستثمرين الذين يراقبون عن كثب التطورات الاقتصادية والسياسية التي تحيط بالدولار الأميركي

تداعيات مشروع قانون الإنفاق الضخم على استقرار الدولار الأميركي ومستقبل الفائدة

يراقب المستثمرون بشدة مشروع قانون الضرائب والإنفاق الضخم الذي من المتوقع أن يزيد الدين العام الأميركي بأكثر من 3.3 تريليون دولار بعد أن أقره مجلس الشيوخ ويترقب العودة لمجلس النواب للموافقة النهائية ويشكل هذا التوسع في الإنفاق الحكومي تحديات كبيرة للاستقرار المالي حيث صرح رودريغو كاتريل محلل استراتيجي في بنك أستراليا الوطني بأن هذا المشروع يصاحب زيادة في الإصدارات المالية تزيد من الضغوط على سوق السندات وهذا قد يكون سبباً رئيسياً لتراجع سعر الدولار الأميركي

في ظل هذه التطورات يستمر الرئيس دونالد ترامب في ممارسة ضغوطه على رئيس الاحتياطي الفيدرالي باول، حيث أرسل له قائمة بأسعار الفائدة الرئيسية للبنوك المركزية عالمياً مع تعليقاته التي تنتقد بطء التدخل التدريجي في رفع أسعار الفائدة الأميركية من وجهة نظر ترامب وهذا يسلط الضوء على توترات داخل السياسات النقدية في الولايات المتحدة وتأثيرها المباشر على استقرار الدولار الأميركي

مستويات أسعار الدولار الأميركي الحالية مقابل العملات العالمية وتأثيرها على الأسواق

تشير الأسعار الحالية لاستقرار الدولار الأميركي عند 0.7906 فرنك سويسري بعد انخفاض سابق إلى 0.7873 بينما يبقى اليورو مستقرًا عند 1.1802 دولار مقترباً من أعلى مستوى له خلال الليل عند 1.1829 دولار كما وصل الجنيه الإسترليني إلى 1.37435 دولار مع ميل للاقتراب من أعلى مستوياته منذ أكتوبر 2021 في الوقت الذي ارتفع فيه الدولار قليلاً أمام الين بنسبة 0.1% إلى 143.59 ين بعد تراجعه في الجلسة السابقة بنسبة 0.4% هذه التحركات الصغيرة تعكس حالة من التقلب النسبي في الأسواق وغالباً ما تكون ردود فعل على تصريحات الاحتياطي الفيدرالي والتطورات السياسة الأميركية

  • ارتفاع الدين العام المتوقع بموجب مشروع القانون الجديد يزيد الضغوط على الدولار
  • بيانات سوق العمل الأميركية تلعب دوراً محورياً في تحديد تحركات الدولار
  • تلميحات خفض الفائدة من باول تثير تقلبات مؤقتة في سعر الدولار
  • تصريحات الرئيس ترامب تزيد من التوتر على السياسة النقدية الأميركية
  • تأثر الدولار بمستويات أسعاره مقابل اليورو والفرنك السويسري والين والجنيه الإسترليني
العملة أدنى مستوى مقابل الدولار منذ المستوى الحالي
اليورو سبتمبر 2021 1.1802 دولار
الفرنك السويسري يناير 2015 0.7906 فرنك
الجنيه الإسترليني أكتوبر 2021 1.37435 دولار
الين الياباني جلسة سابقة 143.59 ين

يبدو من المتابع أن الدولار الأميركي يعاني من ضغوط متواصلة تتراوح بين التأثيرات الاقتصادية والسياسية مما يجعل أسواق العملات تشهد تقلباً واضحاً ويركز الجميع على مخرجات البيانات الاقتصادية والاجتماعات القادمة للفيدرالي لتحديد المسار القادم للدولار وللعملات المقابلة في ظل مشهد لا يخلو من الارتباك والتوترات بما يشكل تحدياً للمستثمرين الباحثين عن الاستقرار في ظل ظروف من عدم اليقين المتزايد