«لحظة حاسمة» مقتل السلطان عثمان الثاني بعد تمرد الإنكشارية في 20 مايو 1622

السلطان عثمان الثاني هو شخصية تاريخية بارزة في فصول الدولة العثمانية، تميز بحكمه القصير والانقلاب الدموي الذي جلبه للسلطنة عام 1618، عندما كان في مقتبل عمره الثالثة عشرة، حيث استُخدم كأداة بين أيدي الانكشارية لتحقيق مصالحهم الخاصة، لكنه حاول فرض سيطرته بقوة رغم صغر سنه، ما أدى إلى مواجهات داخلية وأزمات عسكرية عميقة هزت السلطنة في تلك الحقبة.

السلطان عثمان الثاني وتولي السلطنة بانقلاب دموي

عندما انتقل السلطان عثمان الثاني إلى عرش الدولة العثمانية عبر انقلاب دموي ضد عمه مصطفى الأول، لم يكن سوى صبي في الثالثة عشرة من عمره، لكنه وجد نفسه في قلب صراعات السلطة السياسية والعسكرية، فقد أمر بقتل أخيه محمد للحيلولة دون أي تهديد لمكانته، كما حاول تضييق نفوذ المفتي الذي كان يؤيد الانقلاب، محاولةً منه لضبط السياسة الداخلية وتثبيت حكمه رغم كل الضغوط التي أحاطت به.

حملات السلطان عثمان الثاني العسكرية ضد بولونيا

عند تدخل بولونيا في شؤون إمارة تابعة للإمبراطورية العثمانية، لم يتوانَ السلطان عثمان الثاني في شن حملة عسكرية لإعادة السيطرة، تواجه خلالها مع أعداء مسلحين بتحصينات قوية، ورغم مقتل قائد الجيش البولوني، لم تحسم المعركة لصالح العثمانيين، انتهى الأمر بعقد صلح أثار غضب عثمان بشدة، حيث اعتبر الأمر فشلًا مدويًا حمل عبره جنوده وقادته المسؤولية، ووبخهم لتفضيلهم الراحة على الشجاعة والتضحية نصرةً للدين والوطن.

ثورة الانكشارية ومصير السلطان عثمان الثاني

بعد الهزيمة في حملة بولونيا، سعى السلطان عثمان الثاني إلى تحديث الجيوش العثمانية في الولايات الآسيوية، عبر تدريبها بأساليب عسكرية حديثة تنفع في مواجهة نفوذ الانكشارية الذين يعتبرون أنفسهم نخبة الحرس، لكن هذه الخطوات أثارت حفيظة الانكشارية الذين تمردوا ضده، ليُقتل السلطان في 20 مايو 1622، وكان عمره آنذاك لا يتجاوز الثامنة عشر، ليعود عمه مصطفى الأول مرة أخرى إلى عرش السلطنة، ومن ثم تبدأ فترة مضطربة في تاريخ الإمبراطورية.

  • السلطان عثمان الثاني تولى الحكم في عمر صغير بعد انقلاب دموي
  • أمر بقتل شقيقه لحماية عرشه وتقليل النفوذ السياسي للخصوم
  • شن حملة عسكرية ضد بولونيا انتهت بفشل واحتجاجاته على جنوده
  • حاول تحديث الجيش لمواجهة الانكشارية لكن ذلك أدى إلى تمردهم ضده
  • قُتل في عمر صغير وعاد عمه مصطفى الأول للحكم
الحدث التاريخ
انقلاب عثمان الثاني على السلطان مصطفى الأول 1618
حملة عثمان الثاني على بولونيا بين 1618 و1621
مقتل السلطان عثمان الثاني على يد الانكشارية 20 مايو 1622
عودة السلطان مصطفى الأول للعرش بعد مقتل عثمان الثاني 1622

تُظهر مأساة السلطان عثمان الثاني كيف أن صغر السن لم يكن حاجزًا أمام ورود قوى داخلية لا ترضى بالتغيير، فتداخلت الصراعات العسكرية والسياسية بشكل خطير وهزت أركان السلطنة، ما ترك بصمة دامية في تاريخ الدولة العثمانية ركزت على هشاشة السلطة أمام الضغوط الداخلية والخارجية معًا.