«مفاجأة صحية» وبر في السرة هل هو محفوف بالمخاطر وكيف تتعامل معه؟

وبر السرة ظاهرة غريبة تجمع بين الشعر والغبار والكائنات المجهولة في سرة البطن، وهي ليست مجرد زغب هامشي بل تحمل أسرارًا علمية مدهشة أثارت فضول الباحثين حول العالم، فما الذي يجعل هذه المادة تتكوّن عند بعض الأشخاص دون غيرهم؟ وما نوع الكائنات الدقيقة التي تعيش في هذا المكان الضيق؟ سنغوص في تفاصيل هذه الظاهرة ونكشف ما وراء وبر السرة

وبر السرة: كيف يرتبط بتكوين الشعر والعمر ورياضة رفع الأثقال

تتخذ ظاهرة وبر السرة شكلًا خاصًا لدى الرجال الذين يمتلكون كثافة شعر عالية خاصة في منتصف العمر، حيث يزداد انتشار الوبر عند هؤلاء الذين يبدؤون أو يستمرون في ممارسة رفع الأثقال حديثًا، وهذه المعلومة جاءت إثر بحث علمي بقيادة الدكتور الأسترالي كارل كروزلنسكي الذي بدأ مشروعه بعدما تلقى سؤالًا من مستمع برنامجه، ثم قام بجمع بيانات عبر استبيان على الإنترنت وطلب من بعض المشاركين حلاقة الشعر حول السرة، حيث لاحظ الفريق أن إزالة الشعر توقفت تمامًا عن تكوين وبر السرة لأن الشعر يعمل كنوع من الآلة التي تجمع ألياف الملابس الصغيرة وتنقلها إلى مركز السرة

الثياب القديمة وتأثيرها على كمية وبر السرة

قام الباحث جورج ستونهوسر من جامعة فيينا بجمع وبر السرة الخاص به لمدة ثلاث سنوات، وقد حصل على 503 عينات لا يتجاوز وزنها غرامًا واحدًا، حيث تبين له أن معظم مكونات الوبر تتكون من ألياف الملابس القطنية التي تتجمع داخل السرة، إضافة إلى مكونات أخرى مثل الغبار المنزلي ورقائق الجلد والدهون والعرق والبروتينات، وهذا يؤكد أن مركز السرة يعمل كمصفي عضوي يجمع مزيجًا متنوعًا من المكونات التي تلتقطها يوميًا ملابسنا وجلدنا وكل ما حول السرة

وبر السرة: اكتشاف حياة ميكروبية فريدة داخل التجويف البطني

انتقل الاهتمام العلمي أخيرًا إلى ما وراء الوبر، حيث أطلق الباحث روب دان بمساعدة فريقه في جامعة نورث كارولينا مشروعًا لدراسة الكائنات المجهرية التي تعيش داخل سرة البطن، مستعينًا بعينات من أكثر من 500 شخص، ووجدوا أن هذه السرة تحتوي على أكثر من 2368 نوعًا من الكائنات المجهرية، وهو عدد يفوق مجموع أنواع طيور ونمل قارتي أميركا الشمالية، وبعض هذه الكائنات استوطن بيئات قاسية مثل القطب أو أعماق المحيطات، ولعل أغرب ما في الأمر العثور على نوعين منها في سرة شخص لم يستحم لسنوات، وهذه البيانات تفتح الباب واسعًا أمام فهم أهمية التنوع البيولوجي داخل سرة الإنسان وتأثيره المحتمل

تنوع بيولوجي فريد في السرة: ماذا يعني ذلك لصحة الإنسان؟

تتفاوت أنواع البكتيريا التي وجدت داخل السرة بين نادرة ومحدودة الظهور، بينما بعضها لم يتم العثور عليه إلا عند شخص واحد فقط، مما يعبر عن تنوع بيئي بيولوجي مذهل داخل مكان صغير، ويعتقد العلماء أن بعض هذه الميكروبات تكيفت لتعيش بشكل دائم في جلد الإنسان والسرة تحديدًا، فيما تبقى أخرى زوارًا عابرين من البيئة المحيطة، لكن السؤال الذي يثير الاهتمام هو هل هذا التنوع له تأثير إيجابي أو سلبي على صحتنا؟ لا تزال الأبحاث جارية حول هذا الموضوع، لكن الواضح أن السرة ليست مكانًا هامشيًا كما كان يعتقد، بل هي بيئة حية عامرة بكائنات لا تُرى بالعين المجردة

  • وبر السرة يتكون بشكل رئيسي من ألياف الملابس التي تنتقل بواسطة شعر الجسم
  • عوامل مثل كثافة الشعر والعمر والجنس تؤثر على كمية الوبر
  • السرة تجمع مكونات متعددة تشمل الغبار والدهون والبروتينات
  • تضم السرة آلاف الأنواع من الميكروبات التي قد تكون نادرة أو فريدة
  • التنوع الميكروبي في السرة قد يؤثر على صحة الجلد والبيئة المحيطة
الباحث النتيجة الأساسية
كارل كروزلنسكي الشعر ينقل ألياف الملابس إلى السرة لتكوين الوبر
جورج ستونهوسر وبر السرة يتكوّن من ألياف قطنية وغبار ومواد عضوية
روب دان وجود أكثر من 2368 نوعًا من الميكروبات داخل السرة

وبينما يظل سر وبر السرة معقدًا، فإنه يثبت أن سرتنا ليست مجرد أثر من الحبل السري بل عالم صغير يعج بأنواع متنوعة من الكائنات التي قد تؤثر على صحتنا بطرق لم نكتشفها بعد، وعليه تتطلب النظافة والاهتمام بها فهماً أعمق يعكس هذا التنوع البيولوجي الغريب