«تراجع غير مسبوق» الدولار يسجل أسوأ أداء منذ 1973 فما هي الأسباب وراء ذلك

الدولار الأمريكي يعاني في عام 2025 من أسوأ أداء له منذ عقود، وسط تقلبات حادة وسياسات اقتصادية مثيرة للجدل تدفع المستثمرين لإعادة النظر في مكانته كعملة احتياط عالمية، ويواجه منافسة قوية من عملات رئيسة وأصول بديلة أضرت بثقة الأسواق المالية العالمية في العملة الأمريكية.

الدولار الأمريكي وأسوأ أداء في النصف الأول من عام 2025

شهد الدولار الأمريكي تراجعاً كبيراً خلال النصف الأول من عام 2025، حيث سجل أسوأ أداء له منذ عام 1973، مع انخفاض مؤشر الدولار مقابل ست عملات كبرى بينها اليورو والجنيه الإسترليني والين بأكثر من 10 بالمئة، وهو ما يُعد إشارة واضحة لتصدع مكانته في النظام النقدي العالمي. تدفع السياسات التجارية والمالية المتقلبة التي انتهجتها الإدارة الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بحرب الرسوم الجمركية والاقتراض الحكومي المتزايد، المستثمرين إلى التشكيك في قوة الدولار كملاذ آمن، وسط مخاوف من ضعف استقلال مجلس الاحتياطي الفيدرالي. تقللت ثقة المستثمرين بسبب هذه العوامل، وهو ما أدى إلى تراجع العملة الأميركية بدرجة كبيرة، مما أربك التوقعات الاقتصادية المتعلقة بتأثير الحرب التجارية على الأسواق العالمية، وأبرز الحاجة إلى مراجعة الحصص الاستثمارية بالدولار.

أبرز أسباب تراجع الدولار الأمريكي في 2025

تتعدد الأسباب التي أدت إلى ضعف الدولار الأمريكي خلال العام الجاري، ولا يمكن حصرها في عامل واحد، إذ إن التوقعات المتعلقة بخفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة من العوامل الأساسية التي تقلل من جاذبية العملة، بينما يضفي الضغط السياسي والتشكيك في استقلالية البنك المركزي المزيد من الشكوك حول مستقبل السياسة النقدية الأمريكية. تلعب سياسات ترامب التجارية دوراً أساسياً في هذا التراجع عبر تطبيق رسوم جمركية صارمة وارتفاع في الدين العام الأمريكي، مما دفع الكثير من المستثمرين الأجانب إلى تقليل تعرضهم للدولار وسندات الخزانة الأميركية.

  • تزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة بنحو 137 نقطة أساس بحلول 2027
  • الضغط السياسي على استقلالية الاحتياطي الفيدرالي ورفض ترشح جيروم باول
  • الحرب التجارية والرسوم الجمركية التي تؤثر سلباً على الأسواق الخارجية
  • إعادة توازن المحافظ الاستثمارية العالمية بعيداً عن الدولار وسندات الخزانة
  • النمو الاقتصادي القوي في مناطق أخرى مثل الصين وأوروبا وتحول المستثمرين نحو أصول بديلة

هذه العوامل مجتمعة تعمل على إضعاف الدولار في وقت أفقدت فيه التوترات الجيوسياسية الملاذ الآمن التقليدي للدولار وجعلت المستثمرين يفضلون التنويع عبر الذهب والسلع والأسهم.

الدولار الأمريكي بين المنافسة العالمية وفرص الصعود والهبوط

تواجه العملة الأميركية منافسة محتدمة من عملات مثل اليورو واليوان، حيث يحاول الاتحاد الأوروبي استعادة عافيته الاقتصادية، ما قد يدعم اليورو في المستقبل القريب بعد إعلان مشروع قانون إنفاق جديد، أما الصين فتتقدم نحو تدويل اليوان، مستغلة التوترات الاقتصادية والسياسية لتعزيز موقع عملتها في النظام المالي العالمي. رغم ضعف الدولار، إلا أن بعض المحللين لا يستبعدون انتعاشه إذا جاءت البيانات الاقتصادية الأميركية إيجابية أو عاد خط الاحتياطي الفيدرالي لسياسته المتشددة. ومع ذلك، يبقى هروب رؤوس الأموال الأجنبية تهديداً مستمراً للحفاظ على موقع الدولار كعملة احتياط عالمية، خاصة مع استمرار عدم الوضوح السياسي والاقتصادي في الولايات المتحدة.

العامل التأثير على الدولار الأميركي
خفض أسعار الفائدة المتوقعة تقليل جاذبية الدولار كملاذ استثماري
الضغط السياسي على الاحتياطي الفيدرالي ضغط على الثقة والسياسة النقدية
الرسوم الجمركية وحرب التجارة خفض الطلب على الدولار وسندات الخزانة
النمو الاقتصادي في أوروبا والصين تحول الاستثمارات إلى اليورو واليوان
تراجع الملاذات الآمنة الجيوسياسية انخفاض الاعتماد على الدولار في الأزمات

يضاف إلى ذلك ازدياد الاهتمام بالعملات الرقمية كاستثمار جديد، حيث تتنافس البيتكوين والعملات المشفرة الأخرى مع الدولار لتعزيز الحصص المالية في المحافظ الاستثمارية. بينما لا يزال الذهب يحتفظ بجاذبيته كملاذ آمن وسط التوترات الجيوسياسية والعالمية.

يبقى مستقبل الدولار الأمريكي مرهونًا بالسياسات النقدية والاقتصادية التي ستسير عليها الإدارة الأمريكية، مع استمرار المنافسة الدولية التي قد تعيد رسم خريطة الأسواق العالمية في السنوات القادمة.