يا لهوي! 180 دقيقة نارية: 75 رجل إطفاء ينقذون الشرابية من الحريق

شهد حي الشرابية بالقاهرة حادثة مأساوية، حيث اندلع حريق هائل في مزلقان أبو خليفة، محدثًا أضرارًا مدمرة في محال تجارية تحتوي على الأخشاب المستعملة (الروبابيكيا). تسببت النيران في تفحم 9 محال تجارية، وإصابة 13 شخصًا بينهم ضباط شرطة وعمال من الموقع. امتدت ألسنة اللهب بسرعة بفعل الرياح وكثافة المواد القابلة للاشتعال، مما أدى إلى خسائر تقدر بملايين الجنيهات.

كيف تم الإبلاغ عن حريق الشرابية؟

البداية كانت بإبلاغ غرفة عمليات الحماية المدنية بالقاهرة بتصاعد أدخنة كثيفة واندلاع النيران في محال تجارية للروبابيكيا في المنطقة. هرعت قوات الدفاع المدني مدعومة بـ15 سيارة إطفاء، شملت خزانات مياه ضخمة سعة 35 طنًا، إلى الموقع. سعت القوات إلى فرض كردون أمني حول الحريق لمنع تمدده إلى مناطق أخرى، لكن سرعة انتشار النيران نتيجة وجود الأخشاب والرياح زادت من صعوبة السيطرة.

مجابهة الكارثة: 180 دقيقة في الجحيم

عمل رجال الإطفاء بحزم على مدى ثلاث ساعات متواصلة تحت ظروف شاقة لمحاصرة النيران. أدت شدة الحرارة والدخان الكثيف إلى إصابة ستة من رجال الدفاع المدني وسبعة آخرين من العاملين في الموقع وأصحاب المحال، حيث تمت معالجتهم في المستشفيات المجاورة. بتكاتف الجهود استطاعت القوات، بعد فترة طويلة من الكفاح، محاصرة النيران ومنعها من الامتداد لمزيد من المحال والعقارات.

الإجراءات ما بعد السيطرة على الحريق

انتقلت القيادات الأمنية ومحافظ القاهرة إلى موقع الحريق لمتابعة التحقيقات والوقوف على حجم الأضرار. تمت الاستعانة بلجنة هندسية لتقييم مدى تأثير الحادث على العقارات المجاورة ومدى أمانها. كما طالبت الجهات الرسمية بسرعة إزالة آثار الحريق فور انتهاء النيابة العامة والبحث الجنائي من مهامهما، وذلك لتحديد أسباب انطلاق النيران ونقاط بدايتها ونهايتها.

الحريق الذي ضرب منطقة الشرابية يعكس أهمية اتخاذ التدابير الوقائية لتجنب الكوارث المماثلة، كما يبرز دور رجال الإطفاء وضرورة تعزيز إمكانياتهم لمجابهة التحديات الطارئة. وعلى الجهات المحلية تعزيز الرقابة على المخازن التي تحتوي على مواد قابلة للاشتعال لتجنب وقوع خسائر مستقبلية.