«قوة الوحدة» جميح يدعو إعادة النظر في أهمية الوحدة اليمنية فما السر وراء ذلك

الوحدة اليمنية تمثل الركيزة الأساسية التي ارتكز عليها شعب اليمن في ثقافته وتاريخه ولغته ودينه، وهي مدرسة تتجسد فيها معاناة وطموحات اليمنيين بشكل يومي، وبينما يعصف الانقسام السياسي بالبلاد، تبقى الوحدة اليمنية حقيقة واقعية تعكس إرادة الشعب وتطلعاته إلى مستقبل مشرق ومزدهر بإذن الله

الوحدة اليمنية وأسباب الانقسامات السياسية وتأثيرها على المجتمع

يشدد الدكتور محمد جميح، الأكاديمي والباحث السياسي، على أن الوحدة اليمنية ليست مجرد فكرة نظرية، بل هي واقع يجمع الشعب من خلال القواسم المشتركة العميقة مثل اللغة والدين والتاريخ والثقافة التي تُشكل الهوية الوطنية، إضافة إلى معاناة الشعب اليومية التي توحدهم في مواجهة التحديات، وطموحهم المستقبلية التي تدفعهم صوب التكاتف، ورغم ذلك تنخر البلاد انقسامات سياسية لا تعبر عن الواقع المجتمعي، حيث يصطدم المجتمع اليمني بتباين المصالح بين الأحزاب والنخب السياسية التي تنأى بنفسها عن تحقيق تطلعات شعبها، وتغرق في الانشغالات الحزبية الضيقة، الأمر الذي أدى إلى تشرذم المجتمع وتفاقم الأزمات السياسية والاجتماعية مع استمرار غياب الوحدة اليمنية

الوحدة اليمنية كخيار استراتيجي بعد تجارب الماضي والانقسامات المتكررة

تشير مراقبة الواقع في اليمن إلى أن التجارب التاريخية، خصوصًا عودة بعض النماذج مثل تجربة الإمامة، أظهرت بلا شك أهمية النظام الجمهوري ومكانة الوحدة اليمنية كخيار ضروري لمستقبل البلاد، فقد ساعدت هذه التجارب على إظهار الفجوة بين الحاضر والماضي، مما أعاد الكثيرين إلى التفكير بجدية أكبر في التفكير في وحدة حقيقية ومستدامة، فالوحدة اليمنية، بعيدًا عن كونها شعارًا، هي الحل للحفاظ على الدولة من التمزق والانهيار، وهي الضامن لتحقيق العيش الكريم والحرية والعدالة الاجتماعية في ظل تحديات داخلية وصراعات متعددة

دعوة الوحدة اليمنية: الخطوات اللازمة لتجاوز الانقسامات وبناء الدولة

دعا الدكتور جميح بلهجة ملحة النخب السياسية والمسؤولين إلى نسيان الخلافات والمصالح الضيقة التي تقسمهم، وتوحيد الجهود نحو بناء دولة قوية تعكس التنفيذي الشعبي لتطلعاته، وتدعم تحقيق الوحدة اليمنية التي تمثل الركيزة الحقيقية لاستقرار البلد، ويتطلب بناء هذه الوحدة خطوات واضحة تشمل:

  • تفعيل الحوار الوطني الشامل الذي يشمل كافة الأطياف دون استثناء
  • إلغاء الحسابات الحزبية الضيقة التي تعرقل العمل الجماعي
  • تعزيز الهوية الوطنية المشتركة وربطها بالقيم الثقافية والدينية الراسخة
  • مراجعة الدروس المستفادة من الماضي لضمان عدم تكرار الأخطاء التاريخية
  • دعم مؤسسات الدولة لتعزيز سيادة القانون وترسيخ العدالة الاجتماعية

ولتبسيط الصورة، يوضح الجدول التالي مقارنة بين ملامح الوضع قبل وبعد تعزيز الوحدة اليمنية:

المظهر قبل الوحدة اليمنية بعد تعزيز الوحدة اليمنية
الانقسامات السياسية متعددة ومتصارعة منخفضة ومتحكم فيها
الوضع الاقتصادي متدهور ومشتت مستقر ومتطور
المجتمع مقسم على أسس حزبية وقبلية موحد حول أهداف مشتركة
فرص التنمية مقيدة بفعل النزاعات متاحة ومشجعة

يبقى التأكيد على أن الوحدة اليمنية ليست مطلبًا انتخابيًا أو شعارات تستخدم في أوقات الأزمات فقط، بل هي ضرورة حية لاستمرار الدولة والحفاظ على هوية الشعب وإرثه، لذلك بات من الضروري معالجة جذور الانقسامات السياسية وإعادة الصلة بين النخب والسياسات وطموحات المجتمع اليمني، فتلك هي الخطوة الحاسمة التي تحقق أمن اليمن وتنميته وتضمن له الاستقرار بعيدًا عن كل ما يهدد كيان الوطن ويضعف من مكانته بين الأمم