«معاناة متزايدة» انقطاع الرواتب في عدن والجنوب يثير موجة احتجاجات كبيرة

الكلمة المفتاحية: حالة الاحتقان الشعبي في المحافظات المحررة

حالة الاحتقان الشعبي في المحافظات المحررة أصبحت ملموسة بشكل واضح بين مواطني مدينة عدن وبقية المحافظات الجنوبية التي تعيش ضغطًا شديدًا بفعل الأزمات الاقتصادية والخدمية المتلاحقة التي تهدد استقرار حياتهم اليومية؛ فالحياة تحولت إلى معاناة مستمرة مع انقطاع الرواتب لأكثر من 51 يومًا، بالإضافة إلى الانهيار الحاصل في قيمة العملة المحلية وارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق، مع تكرار انقطاعات الكهرباء وسط حرارة الصيف الشديدة وشح الرعاية الصحية، مما صعّب على الغالبية الحصول على العلاج المناسب.

الأزمات المسببة لحالة الاحتقان الشعبي في المحافظات المحررة وتأثيرها على المواطن

تتابع الأزمات تفاقم حالة الاحتقان الشعبي في المحافظات المحررة، حيث انقطاع الرواتب يعصف بالموظفين المدنيين والعسكريين على حد سواء، خصوصًا مع مرور فترة تفوق 51 يومًا بدون صرف مستحقاتهم؛ هذه الأزمة الاقتصادية زادت من معدلات التضخم والغلاء الذي يقف عائقًا أمام القاطنين في عدن والمحافظات المحررة لتلبية حاجاتهم الأساسية، وتضاف إليها ساعات انقطاع الكهرباء الطويلة التي تخيم على المنازل وسط موجات حرارية لا تطاق، فضلًا عن الوضع الصحي المتدهور الذي ينذر بكارثة حقيقية في ظل انتشار الأمراض وشح الخدمات الطبية.

هذا الواقع دفع الكثيرين إلى الاستياء والغضب من المسؤولين الذين فشلوا في توفير أبسط مقومات الحياة، خصوصًا أن الأمل في صرف الرواتب عاد بشكل جزئي في أبريل فقط، بينما بقي العسكريون والأمنيون بدون رواتب تزيد من أعبائهم.

ردود الفعل والمطالب الشعبية المرتبطة بحالة الاحتقان الشعبي في المحافظات المحررة

انفجر السخط الشعبي تجاه قيادات مجلس القيادة الرئاسي والمجلس الانتقالي الجنوبي، الذين اعتبرهم المواطنون “يحفرون قبورهم بأيديهم” بسبب إهمالهم وغياب الاستجابة لمطالب الناس المشروعة، حيث امتدت حالة الاحتقان الشعبي في المحافظات المحررة إلى حد الانكسار النفسي والمعاناة التي أجبرت البعض على منع أنفسهم من التعبير عبر الاحتجاجات أو التظاهرات خوفًا من الملاحقة، في ظل إصرار الجهات الأمنية التي تتقاضى رواتبها بعملات أجنبية على قمع أي تحرك شعبي.

يرى الصحفي علي مقراط أن هذا الوضع يعكس سياسات خاطئة وفسادًا مستشريًا، فضلًا عن غياب الرؤية الوطنية الحقيقية التي من شأنها إعادة التوازن والاستقرار، وهذا ما يجعل الوضع أكثر تعقيدًا ويهدد السلم الاجتماعي على المدى القريب.

الخطوات اللازمة لمعالجة حالة الاحتقان الشعبي في المحافظات المحررة

تصحيح مسار الأوضاع يحتاج إلى جهود متضافرة وسريعة من أصحاب القرار لتخفيف معاناة السكان وتحقيق بعض المطالب الأساسية، ومن أهم الخطوات التي يمكن اعتمادها:

• صرف الرواتب المتراكمة لجميع موظفي الدولة المدنيين والعسكريين بشكل عاجل ومنتظم
• تثبيت سعر العملة المحلية ومحاربة التضخم لتوفير تكلفة معيشة معقولة للمواطنين
• ضمان تزويد الكهرباء لساعات كافية مع تحسين الشبكات لمواجهة فصل الصيف الحار
• تعزيز الخدمات الصحية وتوفير الأدوية والعلاج خصوصًا للفئات المحتاجة
• فتح المجال للحوار السياسي والاجتماعي مع المجتمع لسماع همومه وتخفيف الاحتقان

هذه الإجراءات هي حجر الزاوية في استعادة ثقة الناس واحتواء حالة الاحتقان الشعبي في المحافظات المحررة، فلا يمكن تجاهل الأصوات التي تعبر عن الألم والمعاناة تحت وطأة الظروف القاسية، خاصة في هذه المناطق الهشة التي اختبرتها الحروب والاضطرابات الاقتصادية.

حالة الاحتقان الشعبي في المحافظات المحررة ليست قضية عابرة بل تراكمات لأزمات على مدى سنوات طويلة تستدعي تحركًا جادًا من الجميع لأن استمرار الوضع على هذا الحال يحمل مخاطر لا يحتملها أي مجتمع، فالسكوت لا يعني الرضا، والنبض الشعبي يعبر عن وجع عميق سيجد طريقه في التعبير مهما صُمتت الأصوات أو كُتمت الأنفاس