«زيادة التركيز» اليقظة الذهنية كيف تؤثر على صحتك وتمنحك 4 فوائد مهمة

اليقظة الذهنية هي مفهوم يكتسب اهتمامًا متزايدًا بين الناس الباحثين عن تحسين جودة حياتهم النفسية والجسدية، فاليقظة الذهنية تعني تخصيص الانتباه الكامل للحظة الحالية بدون حكم أو تشويش بالأفكار السلبية أو القلق بشأن المستقبل، وهذا التدريب الذهني يُساعد على التوازن والتقليل من الضغط النفسي المستمر، واليوم سنتعرف على ماهية اليقظة الذهنية وكيفية ممارستها مع التعرف على أربعة من أبرز الفوائد التي تجلبها لصاحبها.

ما هي اليقظة الذهنية وأهميتها في حياتنا اليومية

عندما نتساءل ما هي اليقظة الذهنية نكتشف أنها مهارة تتيح لنا العيش في اللحظة الراهنة بتركيز دون أن نعبر عن أحكام مُسبقة تجاه أنفسنا، أو نغرق في التفكير بالماضي أو بالمستقبل، هذه الممارسة مناسبة لكل الفئات حتى من يعانون من القلق أو التوتر أو مشاكل في التركيز أو الأفكار السلبية، فهي تساعد على استعادة السيطرة الذهنية والشعور بالراحة والسكينة في كل موقف، فتزيد من وعي الإنسان بما يحدث له ولمحيطه بشكل متوازن.

فوائد اليقظة الذهنية التي تغير حياة ممارسها

لا يخفى أثر تطبيق مهارات اليقظة الذهنية على الصحة النفسية والجسدية، فهي تقدم فوائد ملموسة ومهمة، نذكر منها:

تقليل التوتر وتقليل تفاقمه

تشير الدراسات الطبية إلى أن ممارسة اليقظة الذهنية تخفف من مستوى التوتر المسبب للأمراض العصبية والنفسية، لا يقتصر الأمر على ذلك فحسب، بل تعمل على منع تفاقم التوتر إذا واظب الشخص على التدريب، فتعمل كدرع يحميه من الضغوط الحياتية المستمرة.

المساهمة في تقليل القلق والاكتئاب

بحسب دراسة نشرت في مجلة “فرونتيرز إن سيكولوجي” تساعد اليقظة الذهنية على تقليل القلق والاكتئاب عبر خمس جوانب أساسية:

• القدرة على ملاحظة الأحاسيس دون تشويش
• وصف المشاعر والآراء بوضوح
• الوعي الكامل بالأحداث المحيطة
• تجنب إصدار الأحكام الذاتية
• التحكم في ردود الفعل وعدم التفاعل السريع

وبذلك، تساهم اليقظة الذهنية في تعزيز التأطير الإيجابي للأحداث وتقليل التفكير السلبي المستمر والمشاعر المؤلمة.

التقليل من عادات الأكل غير المنتظمة

التوازن في الأكل من فوائد اليقظة الذهنية المهمة إذ تساعد على تناول الطعام بوعي، الأمر الذي يقلل من اضطرابات الأكل والإفراط في تناول الطعام، كما نوقش في دراسة طبية حديثة نشرتها مجلة “المغذيات”، فالتدريب على وصف الطعام ومذاقه وقوامه يجعل الشخص أكثر تحكمًا في عاداته الغذائية ويجعل الطعام تجربة إيجابية.

تحسين القدرات المعرفية والتركيز

تثبت الدراسات أن اليقظة الذهنية تعزز الوظائف الإدراكية مثل التفكير والتركيز، كما تساهم في تطوير الذات وتعزيز مهارات التعامل الذهني مع التحديات اليومية، مما يعود بالفائدة المباشرة على الإنجاز والعمل بكفاءة أعلى.

كيفية ممارسة مهارات اليقظة الذهنية بخطوات سهلة وبسيطة

تتعدد طرق ممارسة اليقظة الذهنية رغم أن النمط الأساسي فيها يركز على التواجد الواعي في اللحظة مع الانتباه لهدوء وتنظيم الأفكار، ومن أبرز الطرق تمارين التنفس التي يمكنك اتباعها بسهولة كالتالي:

• ابدأ بالتركيز على الإحساسات المصاحبة لعملية التنفس
• لاحظ ارتفاع وانخفاض بطنك وصدرَك مع كل نفس
• تتبع حركة الهواء داخل وخارج أنفك دون أي تشتيت
• إذا شردت الأفكار، ببساطة أعد انتباهك إلى إحساس التنفس

هذه الطريقة تعمل على تهيئة العقل وضبط التركيز ويمكن تنفيذها أثناء المشي، أو العمل، أو حتى تناول الطعام.

بالإضافة لذلك يمكنك ممارسة اليقظة في مواقف عدة، مثل العمل حيث يتطلب منك التركيز على مهمة محددة بعيدًا عن تعدد المهام أو أثناء فترات الراحة، أو أثناء تناول وجبات الطعام فبدلًا من الانشغال بمشاهدة فيديوهات أو الاستماع للموسيقى حاول الانتباه إلى مذاق الطعام وقوامه، وكذلك خلال أداء الأعمال المنزلية بأن تؤدي خطوة خطوة بانتباه كامل لمكونات كل نشاط.

مارس اليقظة الذهنية بانتظام، وستجد تحسنًا تدريجيًا في جودة نومك، وتقليل متكرر للقلق، والأهم أنك ستطور قدرة أكبر على التعامل مع تحديات الحياة بروح هادئة وعقل مركز، في لوحة متجددة من الاستقرار والتوازن.