«فرصة استثمارية» جولد بيليون سعر الذهب يرتفع محدودًا مع ضعف الدولار عالميًا

ارتفعت أسعار الذهب اليوم الاثنين بعد تسجيل أدنى مستوى خلال تداولات الأسبوع وقد جاء تعافي السعر مدعوماً بضعف الدولار الأمريكي رغم ضعف الطلب على الذهب كملاذ آمن في ظل تراجع التوترات في الشرق الأوسط وتحمس الأسواق لاحتمالية إبرام اتفاقيات تجارية بين الولايات المتحدة ودول أخرى، وهذا ما ساهم في عكس مسار تراجع الذهب الذي شهده في بداية الجلسة.

كيف أثرت التوترات والتجارة على أسعار الذهب اليوم

أسعار الذهب شهدت تقلبات ملحوظة حيث انخفض السعر إلى أدنى مستوياته منذ أكثر من شهر مسجلاً كسرًا لمستوى الدعم الهام عند 3250 دولار للأونصة لكن سرعان ما عاد السعر إلى الصعود ليصل حالياً إلى 3290 دولار للأونصة، وهو ارتفاع بنسبة 0.4% وفقًا لمصادر جولد بيليون، ويرجع هذا التقلب إلى انحسار التشاؤم حول محادثات الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين وكذلك الأوضاع في الشرق الأوسط حيث استقرار وقف إطلاق النار بين إيران والكيان الصهيوني أثر بشكل ملحوظ على الطلب على الذهب كملاذ آمن، كما ألغت كندا ضريبة رقمية تستهدف شركات التكنولوجيا الأمريكية في خطوة لدفع مفاوضات التجارة بين البلدين مما خلق جوًا أكثر تفاؤلاً في الأسواق المالية

تصريحات مسؤولين أمريكيين توضح مدى التقدم في اتفاقيات مختلفة مع دول متعددة وقد صرح وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت بحل مشاكل الشحن المتعلقة بالمعادن النادرة مع الصين، كما أن توقيت إنهاء ضريبة الخدمات الرقمية في كندا ساعد في تهدئة التوترات التجارية، وهذه التطورات جميعها لعبت دورًا في تقليل الطلب على الذهب كملاذ آمن؛ لأن المستثمرين أصبحوا أكثر استعدادًا لتوجيه أموالهم نحو الأصول ذات المخاطر الأعلى.

تأثير ضعف الدولار الأمريكي على أسعار الذهب العالمي والمحلي

ضعف الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات الرئيسية كان أحد الأسباب الرئيسية التي دعمّت ارتفاع أسعار الذهب في جلسة اليوم، فالانخفاض في قيمة الدولار جاء نتيجة توقعات بخفض الفائدة الأمريكية حسب بيانات الاقتصاد التي تُشير إلى تيسير في السياسة النقدية ووسط ضغوط سياسية متصاعدة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الفيدرالي جيرو باول، هذه العوامل أدت إلى تحرك الذهب ليستفيد من ضعف الدولار رغم انحسار الطلب عليه، كما أظهر تقرير لجنة تداول السلع الآجلة تراجعًا في عقود شراء الذهب الآجلة من قبل المتداولين الأفراد والمؤسسات المالية بمقدار 4509 عقود، مع ارتفاع عقود البيع بحوالي 1135 عقد مما يعكس استمرار خروج الاستثمارات من الذهب بسبب تراجع التوترات الجيوسياسية وانخفاض الحاجة إلى الملاذ الآمن.

على الصعيد المحلي، شهد سعر الذهب ارتفاعًا طفيفًا مع فتح جلسة اليوم مدعومًا بارتفاع السعر العالمي، فقد بدأ الذهب عيار 21 التداول عند 4600 جنيه للجرام لكنه تراجع قليلاً إلى 4590 جنيه للجرام، رغم هذا الارتفاع الطفيف يبقى الذهب المحلي تحت ضغط سلبي بسبب تراجع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري في البنوك وهو العامل الذي يؤثر مباشرة على تسعير الذهب داخل السوق المحلي.

توقعات أسعار الذهب وتأثير النمو الاقتصادي المصري

توقعات أسعار الذهب تشير إلى تذبذب مستمر في الأسواق العالمية مع محاولة السعر الارتداد فوق المتوسط المتحرك لخمسين يوم بعد كسر مستوى الدعم عند 3250 دولار للأونصة، أما في السوق المحلي فإن أسعار الذهب تواجه تحديات بسبب استمرار ضعف سعر صرف الدولار مقابل الجنيه، وهذا يضعف التسعير المحلي في ظل غياب دعم قوي للسوق من الخارج؛ حيث ينخفض الطلب المحلي بسبب تقلبات السوق العالمية، بالإضافة إلى أن النمو الاقتصادي المصري ساهم بشكل غير مباشر في عمق السوق إذ أشارت البيانات إلى نمو بنسبة 4.77% خلال الربع الثالث من العام المالي 2024 – 2025، وهو معدل نمو مرتفع خلال السنوات الماضية، وهذا النمو يعزز ثقة المستثمرين ويحفز قطاع الصادرات التي ساهمت بنسبة 2.7% من إجمالي النمو الحقيقي.

فيما يلي أبرز العوامل التي تؤثر على أسعار الذهب عالميًا ومحليًا في الفترة القادمة:

• مستويات الدولار الأمريكي وموقف السياسات النقدية للبنك الفيدرالي
• تطورات النزاعات الجيوسياسية والتوترات في الشرق الأوسط
• اتفاقيات التجارة الدولية وتأثيرها على الأسواق المالية
• معدلات نمو الاقتصاد المحلي وتأثيرها على الطلب الداخلي
• تغيرات أسعار صرف العملات وتأثيرها على تسعير الذهب المحلي

في ظل هذه المعطيات، يظل سعر الذهب محط متابعة مستمرة للمستثمرين والمتداولين على حد سواء، فارتفاعه بسبب ضعف الدولار وتراجع التوترات قد يتقابل مع عوامل سلبية مثل ضعف الطلب الاقتصادي المحلي وتذبذب السياسات المالية العالمية، والالتفات إلى هذه المؤشرات يوضح التوجه القادم لسعر الذهب في الأسواق كافة.