«فوائد مذهلة» حكم الصلاة على النبي في السجود وهل تُجزئ عن التسبيح

حكم الصلاة على النبي في السجود بدلاً من التسبيح، يعد من الأمور التي يتساءل عنها المسلمون خاصة لما تمثله الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- من مكانة عظيمة في الإسلام، فقد أوضح الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أنها نوعٌ من الدعاء الذي يُثاب عليه المسلم، كما أنها بابٌ تُفتح به الأبواب نحو زيادة الأجر وتكفير السيئات، إذ تشكل عبادة متكاملة تحمل بين طياتها محبة النبي وتعظيمه.

فضل الصلاة على النبي في الإسلام

الصلاة على النبي تعبر عن المحبة والتقدير لرسول الله، وهي إحدى علامات كمال إيمان المسلم، إذ يقول الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾، ما يبرز قيمة هذه العبادة في حياة المؤمن. كما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله: “من صلى عليّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا”، وهو ما يؤكد العِظمة التي تتسم بها هذه العبادة.

يضاف إلى ذلك أن تعظيم الرسول وإعلاء قدره من أسباب الوصول إلى مراتب عالية من الإيمان، كما أن فيها تعبير عن شعور المسلمين بالامتنان لجهود النبي في تبليغ الرسالة، فهي عبادة ترتقي بالنفس وتقوي الارتباط بالله.

الصلاة على النبي أثناء السجود وتأثيرها على الدعاء

السجود هو لحظة خاصة يشعر فيها العبد بالقرب الشديد من ربه، حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء”، ولذلك يشجع العلماء على الإكثار من الدعاء في تلك اللحظات المباركة، ويشمل ذلك الدعاء بحمد الله والصلاة على النبي، إذ يجتمع في ذلك تعظيم الله واتباع سنة النبي.

عندما يقوم المسلم بالحمد والصلاة على النبي خلال السجود، فإن ذلك من أسباب استجابة الدعاء، حيث يقترن الدعاء حينها بالتوسل إلى الله بما يحبه ويرضاه. ويوصي العلماء بتحقيق الخشوع في ذلك، لأن السجود يمثل أرقى حالات التواضع والخضوع لله.

أذكار مأثورة عن النبي في السجود

للسجود أذكارٌ عظيمة عن النبي كان يكثر من ترديدها، منها: “سبوح قدوس رب الملائكة والروح”، وهو قولٌ يعكس تعظيم الله وتنزيهه عن كل نقص. كما ورد في صحيح مسلم قوله -صلى الله عليه وسلم-: “اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه، وصوره، وشق سمعه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين”، وهو دعاء يبيّن تمام الخضوع لله الواحد الأحد.

بالإضافة إلى ذلك، ورد قوله: “اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك”، ما يدل على أسمى معاني التعبد لله، حيث يعترف العبد بعدم قدرته على بلوغ حدود الثناء على رب العالمين، ويلجأ إلى الله طالبًا الحماية والرعاية.

• الصلاة على النبي خلال السجود لا تخرج عن كونها واحدة من صور الدعاء في الإسلام.
• التوسع في الدعاء بالسجود بذكر الله ومناجاته يعد من الأعمال المستحبة.
• اختيار الأذكار المناسبة يعزز الخشوع خلال الصلاة.
• الصلاة على النبي تزيد الأجر وتفتح أبواب الخير للمسلم.

في نهاية المطاف، يمكن القول بأن استغلال لحظات السجود في الصلاة والدعاء والتضرع هو من أعظم وسائل القرب من الله، ويعود بالنفع على العبد في دنياه وآخرته.