«سيطرة مذهلة» الحوثيون وعشر سنوات غيرت موازين القوى في اليمن

مع مرور عقد كامل على اجتياح الحوثيين العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر 2014، تسلط الأضواء على كيفية تمكن هذه الأقلية المذهبية من فرض سيطرتها على ملايين السكان في مناطق نفوذها، يظهر أن استراتيجيتها لم تعتمد فقط على القوة العسكرية، بل شملت مزيجاً من التدخلات الخارجية، القمع الممنهج، والتلاعب بالموارد لبناء سلطتها الضبابية.

كيف استخدم الحوثيون السيطرة الأمنية والقمع لترسيخ نفوذهم؟

اعتمدت مليشيات الحوثي على سياسات متقنة لترسيخ وجودها، بدءاً من القمع الأمني المشدد إلى تهميش المواطنين في المناطق التي تسيطر عليها، قام جهاز الاستخبارات التابع لهم، الذي أعيد هيكلته عام 2019، بلعب دور مركزي في قمع أي بوادر للمعارضة، شملت هذه الاستراتيجية أدوات مثل التجنيد الإجباري، ترويج الفكر الطائفي، والتحكم بالمساعدات الإنسانية، مما أدى إلى خلق حالة من التبعية والخوف بين السكان.

طور الحوثيون جهازاً جديداً يدعى “استخبارات الشرطة”، بقيادة علي حسين الحوثي، وهو جهاز مخصص لإخماد المعارضة الداخلية، بينما تستمر المخابرات التقليدية في التعامل مع التهديدات الكبرى، كما تم استغلال الأطفال عبر حملات تعبئة فكرية وتسليحية لخدمة الأهداف الطائفية، إضافة إلى ضمهم في نشاطات القمع الأمنية.

ما هو دور إيران وسوريا ولبنان في بناء قدرات الحوثيين؟

لعب الدعم الإيراني والسوري الدور الأكبر في بناء القوة العسكرية والتنظيمية للحوثيين، كشفت مصادر عن تدريبات مكثفة تلقاها الكوادر الحوثيون في معسكرات بسوريا، إيران ولبنان، بإشراف ضباط من الحرس الثوري الإيراني وخبراء سوريين، شملت التدريبات المجالات العسكرية، إدارة الاقتصاد، وحتى استغلال المساعدات في تمويل أهداف طائفية بحتة، كما سهل النظام السوري مرور دفعات عديدة من المتدربين إلى إيران باستخدام أوراق سفر سرية.

الدولة الدور المقدم للحوثيين
إيران تدريب عسكري وإيديولوجي ودعم مالي
سوريا تدريب إداري واستخباراتي وسيطرة على الخدمات
لبنان تدريب عسكري واستخباري (بإشراف حزب الله)

اعتمد الحوثيون كلياً على نصائح النظام السوري لكيفية التعامل القمعي وكبح الحركات الاحتجاجية مما ساعدهم في السيطرة على مؤسسات الدولة وتحويل مواردها إلى شبكة اقتصادية تدعم جماعتهم، بينما استمرت إيران و”حزب الله” في تقديم المشورة حول قواعد القوة العسكرية والهيمنة.

القمع واستراتيجيات الخوف الممنهجة في المناطق الحوثية

اتبع الحوثيون سياسة التجويع والتمييز في توزيع الثروات لضمان استمرار السيطرة، بالإضافة إلى منع المعارضة عبر اعتقالات تعسفية وحملات ترهيب ممنهج، وذكر تقرير عن مشروع مكافحة التطرف أن الحوثيين استثمروا مبالغ هائلة لبسط سلطتهم، مع التركيز على غرس سياسات الخوف بين المواطنين، اعتمد هذا كله على الهيكل الأمني الذي يشرف على القمع وتوزيع الضروريات بشكل يضمن الولاء للطائفة والجماعة.

  • التلاعب بالموارد وإعادة توجيه المساعدات
  • محاربة المعارضة عبر أجهزة أمنية مركزة
  • استغلال الأطفال في الدعايات الحربية
  • تعزيز الانقسام الطائفي بمناهج تعليم وإعلام طائفي

ما يتم ممارسته في مناطق الحوثيين ليس فقط اضطهاداً عابراً، بل خطة منظمة لإعادة هندسة البنية الاجتماعية والسياسية بما يخدم مصالح الجماعة، ومع استمرار فريق خارجي في دعم هذه الهيمنة، يبقى الواقع اليمني أمام اختبار صعب للخروج من مستنقع الأزمات المترابطة.