«تشابه غامض» انفجارات مخازن الأسلحة في صنعاء وبيروت هل التاريخ يعيد نفسه

انفجار مستودع الأسلحة الحوثية في خشم البكرة وانفجار مرفأ بيروت تجمعهما قواسم مشتركة تتعلق بالخطر الذي تمثله مواد شديدة الانفجار المخزنة وسط المناطق السكنية. في الحالتين وُجدت كميات ضخمة من المتفجرات ضمن منشآت قريبة من المواطنين، متسببة بكوارث إنسانية وخسائر فادحة، وموضحة الإخلال الكبير بمعايير السلامة المطلوبة لتجنب هذه المآسي.

تخزين مواد شديدة الانفجار في مناطق مأهولة

أحد أبرز أوجه الشبه بين انفجاري خشم البكرة ومرفأ بيروت تمثّل في تخزين مواد خطيرة وشديدة التفجير ضمن أحياء مدنية مكتظة. في اليمن، احتوى مستودع الحوثيين على كميات ضخمة من صواريخ الدفاع الجوي ونترات البوتاسيوم والصوديوم ومواد شديدة التفجير مثل (C4)، بينما شهد مرفأ بيروت تخزين نحو 2750 طناً من نترات الأمونيوم داخل عنبر في منطقة المرفأ. هذه الكميات الضخمة، عندما العناية بهما بالشكل المطلوب، تحوّلت إلى مصدر خطر كبير وسط هذه المناطق، متسببة بدمار واسع وعواقب إنسانية وخيمة.

حجم الكارثة وتداعيات انفجار المواد

أحدث انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020 كارثة كبيرة على المستوى البشري والمادي، حيث أدى إلى موت أكثر من 217 شخصاً وجرح ما يزيد عن 6500 آخرين، مع تدمير 80 ألف وحدة سكنية وخسائر اقتصادية تجاوزت 15 مليار دولار. في المقابل، خلّف انفجار مستودع خشم البكرة قتلى وجرحى تخطوا 60 مدنياً، وأدى إلى تدمير عشرة منازل على الأقل فضلاً عن الأضرار الواسعة في ممتلكات المدنيين القريبة. ورغم اختلاف حجم الدمار في الحالتين، فإن الكارثة أظهرت نتائج مأساوية، عززتها عوامل الإهمال وسوء تخزين المواد شديدة الخطورة.

غياب الشفافية والمساءلة

غياب الشفافية في التعامل مع الكارثتين كان عاملاً مشتركاً بارزاً، حيث اتسم التعامل الرسمي في الحالتين بالتعتيم الإعلامي والتشديد الأمني الذي منع إجراء أي تحقيقات مستقلة. الحكومة اللبنانية، بدعم من ميليشيات حزب الله، غضّت الطرف عن وجود كميات هائلة من المواد شديدة الانفجار، بينما مارست ميليشيا الحوثي سياسة مشابهة في اليمن، مع تجاهل واضح للمعايير الدولية المتعلقة بتخزين المواد الكيميائية وفق اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية والقواعد الفنية ذات الصلة.

  • تقصير السلطات تحت غطاء أمني مشدد
  • التخزين داخل مناطق سكنية مزدحمة
  • أضرار بشرية طالت المدنيين
  • إهمال واضح للالتزامات الدولية ومبادئ السلامة
العامل انفجار مرفأ بيروت انفجار خشم البكرة
الأسباب تخزين نترات الأمونيوم تخزين صواريخ ومواد شديدة الانفجار
الخسائر البشرية 217 قتيلاً وأكثر من 6500 جريح 60 قتيلاً وجريحاً
التدمير المادي 15 مليار دولار و80 ألف منزل تضرر تدمير 10 منازل وفيات محاصرين

رغم الاختلاف الجغرافي والسياسي بين حادثتي انفجار مرفأ بيروت وانفجار خشم البكرة، إلا أن العمالة والإهمال وعدم الالتزام بالمعايير الدولية أسهموا في صنع مأساة كبرى كان يمكن تفاديها في الحالتين، ما يؤكد ضرورة مراجعة سياسات تخزين المواد الخطيرة.