«جدل متجدد» نائب ترامب يرى أن بناء الديمقراطيات في الشرق الأوسط صعب للغاية

الكلمة المفتاحية: فشل السياسات الأمريكية في بناء الديمقراطيات

فشل السياسات الأمريكية في بناء الديمقراطيات بات موضوعًا يتردد بكثرة مؤخرًا، خاصة بعد التصريحات الجريئة التي أدلى بها نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، في الأكاديمية البحرية الأمريكية. فانس وصف جهود الولايات المتحدة لبناء الديمقراطيات في منطقة الشرق الأوسط بأنها شبه مستحيلة ومكلفة على نحو غير معقول، مشيرًا إلى إنفاق تريليونات الدولارات دون تحقيق نتائج ملموسة، مما أثار نقاشًا واسعًا حول جدوى هذه الجهود.

رسالة صريحة: كفى إهدارًا للموارد في مغامرات خارجية

تحدث نائب الرئيس في خطابه عن الأولويات التي غيبتها السياسات السابقة، موضحًا أن أمريكا اختارت التركيز على مشاريع قال القادة إنها سهلة التنفيذ، مثل بناء الديمقراطيات في الشرق الأوسط، مع ذلك، تبين أنها كانت مساعي غير مجدية ومليئة بالتحديات. واعتبر فانس أن هذه السياسات لم تقتصر خسائرها على الاقتصاد الأمريكي، بل طالت الشعب بشكل مباشر؛ فقد بلغت الخسائر مليارات الدولارات، فضلًا عن فقدان الموارد والوقت دون الحصول على مقابل يبرر ذلك.

وأوضح فانس أن التخطيط والتنفيذ لهذه الجهود افتقرا إلى الواقعية، حيث قام القادة بإهدار الوقت والمال في سياسات لم تُراعِ طبيعة المنطقة وظروفها التاريخية والثقافية، وأشار إلى ضرورة التوقف عن تبني قرارات تُثقل كاهل الأمة اقتصاديًا واجتماعيًا تحت شعارات غير قابلة للتطبيق عمليًا.

أهمية جولة ترامب الخليجية في تغيير سياسة أمريكا الخارجية

أكد فانس أن الجولة الخليجية التي قام بها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب شكلت نقطة تحول جوهري في السياسة الخارجية الأمريكية. حيث تضمنت هذه الجولة زيارات إلى دول مثل المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات، وكانت تهدف إلى تأمين استثمارات اقتصادية هائلة ذات رمزية سياسية خاصة. ويرى فانس أن هذه الجولة مثلت بداية مرحلة جديدة تركز فيها الولايات المتحدة على الواقعية السياسية عوضًا عن التدخلات غير المحسوبة.

كما أشار إلى أن الإدارة الأمريكية آنذاك تفادت فكرة “بناء الدول” التي استنزفت موارد البلاد طيلة سنوات، وبدلًا من ذلك، ركزت على حماية المصالح الوطنية المباشرة، وهو ما يمكن اعتباره تحولًا إيجابيًا نحو عقلانية السياسة الخارجية الأمريكية، خاصة في ظل تصاعد تحديات أخرى مثل التهديدات الاقتصادية والسياسية القادمة من قوى مثل الصين.

السياسة الواقعية كبديل للتدخلات المباشرة في الشرق الأوسط

يرى فانس أن ما قامت به إدارة ترامب يمكن تفسيره بأنه عودة إلى استراتيجية قائمة على توخي الحذر والواقعية. ففي تصريحات حديثة له عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، أكد أنه لا مجال بعد الآن للمهام المفتوحة أو الغامضة، أو للدخول في صراعات عسكرية غير محسوبة وتفتقر إلى أهداف واضحة.

وأشار إلى أن هذه الاستراتيجية أتت نتيجة إدراك القيادة الأمريكية للمخاطر المالية والبشرية المترتبة على الانخراط العسكري في الشرق الأوسط، وهي خطوة يرى البعض أنها تأخرت كثيرًا. وبدلًا من التورط في قضايا خارجية معقدة، باتت الأولوية لتعزيز الاقتصاد الوطني، وتقوية العلاقات الدبلوماسية مع الدول الحليفة، وتحقيق تنمية شاملة تخدم المواطن الأمريكي.

ردود فعل متباينة على تصريحات فانس

لم تمر تصريحات فانس دون ردود فعل متباينة. حيث أشاد قطاع كبير من المحللين السياسيين بما وصفوه بـ”الصحوة الواقعية” في السياسة الأمريكية، واعتبروا أن هذه المواقف تجسد ضرورة مراجعة دور أمريكا في العالم. على الجانب الآخر، رأى بعض المنتقدين أن هذه التصريحات تعبر عن انسحاب الولايات المتحدة من مسؤولياتها العالمية، ولا سيما تجاه قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان في الشرق الأوسط.

استمرار الجدل حول فشل السياسات الأمريكية في بناء الديمقراطيات يعكس أهمية إعادة تقييم الخيارات الاستراتيجية للولايات المتحدة على الساحة الدولية.

• إعادة توجيه الموارد نحو قضايا وطنية ملحة
• تجنب الانخراط في مهام غير محددة الأهداف
• تعزيز علاقات التحالف الدبلوماسي مع الدول المؤثرة
• تحقيق سياسة متزنة واقعية غير مكلفة اقتصاديًا

سيظل النقاش مفتوحًا حول السياسات الأمريكية الخارجية وتأثيرها على مستقبل المنطقة والعالم، لكن توجيهات إدارة ترامب قد تفتح آفاقًا جديدة لتحسين الأولويات الوطنية.