«حقائق مقلقة» ارتفاع سرطان البنكرياس والقولون لدى الشباب في أمريكا يثير التساؤلات

ارتفاع معدلات سرطان البنكرياس وسرطان القولون والمستقيم بين الشباب يُشكل مصدر قلق صحي متزايد، وفقًا لدراسة حديثة نُشرت في مجلة JAMA Network Open، الدراسة أجريت بالاعتماد على تحليل شامل وطويل المدى للبيانات، مما أتاح التعرف بشكل دقيق على أنماط الإصابة بهذه السرطانات، خاصة بين الفئات العمرية الأصغر، مما يوجب تحركًا عاجلًا على مستويات صحية متعددة.

ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان البنكرياس وسرطان القولون والمستقيم

استعرضت الدراسة بيانات تفصيلية عن معدلات الإصابة بسرطاني البنكرياس والقولون والمستقيم خلال الفترة من عام 2000 إلى عام 2021، وقد شملت أكثر من 1.5 مليون حالة مصابة، حيث بلغ إجمالي الحالات الموثقة لسرطان البنكرياس 275,273 حالة، أما سرطان القولون والمستقيم فقد بلغ عدد المصابين نحو 1,215,200 حالة، سمحت هذه الأرقام الكبيرة برصد التغيرات بمرور السنوات، وكشفت الدراسة وجود زيادة مقلقة في معدل الإصابة بسرطان البنكرياس بين الشباب خصوصًا، إلى جانب اتجاهات أخرى تُظهر انخفاضًا بين كبار السن.

سرطان البنكرياس وسرطان القولون والمستقيم: تركيز على الفئات الأصغر سنًا

بينما ترتفع خطورة السرطان بين جميع الفئات العمرية، إلا أن القفزة الأكبر طالت الشباب بين عمر 15 و34 عامًا، حيث ارتفعت معدلات الإصابة بسرطان البنكرياس بمعدل سنوي قدره 4.35٪، وهو معدل تجاوز بكثير نسب الإصابات بين الفئات العمرية الأكبر، فيما يتعلق بسرطان القولون والمستقيم، شهدت الفئة العمرية نفسها زيادة تصل إلى 1.75٪، بينما انخفضت معدلات الإصابة بين الأشخاص فوق عمر 55 عامًا بنحو 3.31٪، هذا التباين الملحوظ بين الأعمار يشير إلى تغيرات متعددة الأسباب يمكن أن تكون مرتبطة بأسلوب الحياة والنظام الغذائي أو حتى العوامل البيئية المستجدة.

دور الطواقم الطبية في التصدي لهذه الزيادة

النتائج التي توصلت إليها الدراسة يجب أن تكون إنذارًا مبكرًا للأطباء والعاملين في القطاع الصحي، حيث أكدت على ضرورة عدم التغاضي عن شكوى الشباب من الأعراض المرتبطة، مثل اضطرابات الجهاز الهضمي المستمرة أو فقدان الوزن غير المبرر، من أبرز التوصيات التي توصل إليها الباحثون ضرورة البدء في الفحوصات المبكرة للشباب وتشجيعهم على المتابعة الطبية المنتظمة، التأخر في التشخيص يُمكن أن يُسبب مضاعفات كارثية لهذه الفئة العمرية التي كانت تُعتبر سابقًا أقل عرضة.

• التركيز على إجراء الفحوصات المبكرة بشكل دوري.
• التوعية بأهمية اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
• تشجيع النشاط البدني بانتظام للحد من مخاطر الإصابة.
• زيادة حملات التوعية بأعراض السرطان بين الشباب.

استراتيجيات عاجلة لمواجهة الارتفاع

توصي الدراسة بإعادة تقييم السياسات الصحية المرتبطة بالفحوصات والكشف المبكر، فتشمل برامج الفحص الفئات العمرية الشابة بدلًا من اقتصارها على من تجاوزوا الخامسة والخمسين، كما أن البحث عن مسببات هذه الزيادة بين الشباب مثل التغيرات في النظام الغذائي وتفشي السمنة وانتشار العادات غير الصحية كقضاء وقت طويل دون حركة يجب أن يتحول إلى أولوية على جداول البحث العلمي، تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الكشف المبكر قد يُسهم في تقليل أعداد الإصابات بشكل كبير.

الدراسة أكدت أهمية تبني استراتيجيات وقائية شاملة تشمل الفحص المتقدم والتوعية بالعادات الصحية المثالية، للتحكم في عوامل الخطر وتقليص فرص تطور السرطان، خاصة بين الفئات العمرية الشابة الباحثة عن أمان صحي طويل المدى.