«تطورات مفاجئة» الانفصال لحرب موحدة كيف تغيّرت موازين المشهد اليمني

انعقد لقاء تنسيقي بين إعلاميين من المجلس الانتقالي الجنوبي و”حراس الجمهورية”، ممثلين للكتلتين السياسية والعسكرية في وقت حساس تزامن مع اقتراب ذكرى إعلان الوحدة اليمنية، ويأتي هذا الاجتماع ليعكس ما وراء انقسام الساحة اليمنية حيث بدا واضحاً أن الطرفين قد توصلا لتوافق ضمني حول انتهاء الوحدة، وهو أمر يُعتبر تحولاً محوريًا في سياقات اليمن الجيوسياسية.

الوحدة اليمنية: بين جرح مفتوح ومجازر سياسية

انعكس اجتماع القوى السياسية والعسكرية اليمنية على ذكرى الوحدة كجرح مفتوح تم التغني به، فالمجلس الانتقالي الجنوبي دون تفويض قانوني يُنصب نفسه ممثلاً للجنوب، بينما تعتبر ميليشيا طارق صالح ممثل الشمال دون مسوغ قانوني، كلا الطرفين يسعيان لتحديد مسار اليمن السياسي بمفهوم يخالف أسس الوحدة، ناشرين رؤى قد تؤدي لتمزيق الهوية الوطنية، ويضاف إلى ذلك غياب الشرعية القانونية لكل من الأطراف لاتخاذ قرارات مصيرية تمس بوحدة الخريطة السياسية للدولة.

تحالفات مشوشة وغياب المشروع السياسي

يحاول المجلس الانتقالي الجنوبي و”حراس الجمهورية” تحقيق توحد سياسي ظاهري من أجل قتال الحوثي، يبرز ذلك بدون رؤية شاملة لما بعد الصراع، بل تأتي تلك التحركات بمعزل عن صيغة سياسية تعالج جذور الأزمة، إذ يبدو المشهد السياسي وكأنه يسير باتجاه مواجهة حربية بلا مشروع مستقبلي للقوى المتحالفة، وهو ما جعل الدول الإقليمية والدولية تُعبر عن قلقها العميق، حيث أن هذا التحالف القائم يعتبر قفزاً على مشروع يمن اتحادي يمكن أن يكون حلاً مناسباً لتحقيق الشراكة.

الانعكاسات القانونية والاجتماعية للتحالفات

تحركات هذه القوى تُعطي شرعية مبطنة للمجلس الانتقالي دون أن يملك تفويضاً جماهيرياً شاملاً للجنوب، مُهمشة الأصوات الجنوبية الأخرى والتي تعبر عن رؤى سياسية متعددة داخل المشهد اليمني، وبدلاً من تحشيد الطاقات لمشروع موحد ضد الحوثي عبر صيغة تضمن العدالة والشراكة، اختارت هذه القوى التفريط بقيم الدولة وفقدان التأييد الوطني، مما جعل الحوثي يبدو الطرف الذي يحترم تعريف الدولة بأدواتها القانونية.

  • استبعاد المشاريع الجنوبية المستقلة من الساحة يزيد من الأزمات المتعددة.
  • غياب رؤية موحدة ينعكس سلباً على تحالف القوى الوطنية والإقليمية معاً.
  • اتجاه تلك التحركات بعيداً عن مشروع اليمن الاتحادي يؤخر حل القضية.
  • الميل إلى تحالفات وقتية تزيد الانقسام بين الأطراف المناهضة للحوثي.
المعطى التحليل
توافق المجلس الانتقالي و”حراس الجمهورية” إشارة واضحة لرغبة الأطراف في تقاسم النفوذ الإقليمي والسياسي
ردود الفعل الإقليمية قلق حول فقدان الحكومة القدرة على تقديم مشروع تكاملي جديد

يمثل هذا التحالف لغزًا سياسيًا معقدًا يثير تساؤلات عدة حول مصير القوى غير المنخرطة فيه وفيما إذا كان المشهد اليمني سيشهد مزيدًا من الانقسامات السياسية والاجتماعية، لكن الواضح أن اليمن بحاجة ماسة لمشروع شامل يعالج القضايا الجوهرية سعياً لتحقيق السلام والاستقرار.