«فرصة ذهبية» أسعار الفضة تنخفض عالميًا ومحليًا فهل الوقت مناسب للشراء

شهدت أسعار الفضة تراجعًا جديدًا عالميًا ومحليًا خلال الأسبوع الماضي، الأمر الذي أثار اهتمام المستثمرين والمتخصصين في أسواق المعادن النفيسة، حيث انخفض سعر جرام الفضة محليًا بنسبة 1.5%، بينما تراجعت الأوقية عالميًا بمقدار 0.03%، ويعود هذا الانخفاض إلى عوامل اقتصادية وجيوسياسية أسهمت في تراجع الطلب على الفضة كواحدة من أبرز الملاذات الآمنة.

انخفاض جديد في أسعار الفضة محليًا وعالميًا

شهدت الأسواق المحلية انخفاضًا ملحوظًا في سعر الفضة خلال التعاملات الأخيرة، حيث بدأ سعر جرام الفضة عيار 800 الأسبوع بمستوى 51.25 جنيه، لتنخفض قيمته تدريجيًا إلى 50.50 جنيه، مما يمثل تراجعًا قدره 0.75 جنيه، أما بالنسبة للفضة عيار 999 فقد سجل سعر الجرام نحو 63 جنيهًا، بينما استقرت أسعار عيار 925 عند حوالي 58.50 جنيه للجرام، ووصل سعر جنيه الفضة (عيار 925) إلى 468 جنيهًا، وعلى الصعيد العالمي، تحرك سعر الأوقية بشكل طفيف، إذ افتتحت التداولات عند 35.93 دولار ولامست خلال الأسبوع 36.83 دولار ثم أغلقت أخيرًا عند 35.92 دولار، بانخفاض طفيف للغاية يعادل 0.01 دولار.

وبحسب التقرير الصادر عن مركز “الملاذ الآمن”، فإن هذا التراجع يعود إلى عوامل متعددة مثل ارتفاع عوائد السندات الأمريكية، مما دفع المستثمرين لتقليص استثماراتهم في الفضة، إلى جانب تطورات إيجابية في الساحة الجيوسياسية خفّضت من الاهتمام بالملاذات الآمنة.

تأثير تهدئة التوترات الجيوسياسية على أسعار الفضة

يشير المحللون إلى أن انخفاض أسعار الفضة يعود بدرجة كبيرة للتطورات الجيوسياسية الأخيرة، حيث أفادت التقارير بوجود تقدم في جهود التهدئة بين إسرائيل وإيران، ما أسهم في تهدئة الأسواق وتراجع الطلب على الفضة كونها من الأصول الدفاعية المفضلة وقت اشتداد الأزمات، وعادةً ما يدفع استقرار الأوضاع السياسية المستثمرين إلى تحويل استثماراتهم نحو الأصول ذات المخاطر الأقل والأرباح الأكثر استقرارًا.

وتأتي هذه الأخبار بالتوازي مع إعادة تقييم المؤسسات المالية والمستثمرين العالميين لمراكزهم الاستثمارية، بعد اختفاء المحفزات التي أدت إلى تحقيق الفضة لمكاسب كبيرة منذ بداية العام، إذ ارتفعت أسعار الفضة بحوالي 30% في الأشهر الأولى بفعل التوترات السابقة.

تراجع الفضة: حركة تصحيحية أم بداية لتغير السوق؟

رغم التراجع الأخير في أسعار الفضة على الصعيدين المحلي والعالمي، إلا أن هذا الانخفاض يشير وفق المحللين إلى حركة تصحيحية ضمن الاتجاه الصاعد للأسعار، لا سيما وأن الفضة استطاعت تحقيق مكاسب تراوحت نسبتها بين 20% إلى 30% منذ بداية عام 2025 وحتى انتهاء النصف الأول من العام، كما يعتقد الخبراء أن هذه التراجعات الأخيرة تعود لعوامل وقتية وليس إلى تغييرات جذرية على مستويات الطلب والعرض الأساسية.

وعلى صعيد التحليل الاقتصادي، يلاحظ أن ارتفاع عوائد السندات الأمريكية كان له الدور الأكبر في تقليص الإقبال على الفضة على المستوى العالمي، حيث يعتبر هذا الوضع طبيعيًا نتيجة المنافسة بين مختلف الأدوات الاستثمارية لجذب رؤوس الأموال، ومع استقرار الأوضاع السياسية وتقدم محادثات السلام، فإن حالة التوتر التي دفعت المستثمرين نحو المعادن النفيسة بدأت تتلاشى تدريجيًا.

• ارتفاع عوائد السندات الأمريكية أثر على جاذبية الفضة.
• التوترات الجيوسياسية كانت من العوامل الرئيسية لصعود الأسعار.
• جهود التهدئة السياسية أثرت سلبًا على الاهتمام بالملاذات الآمنة.
• إعادة تقييم المؤسسات المالية لاستثماراتها عززت من التراجع السعري.

ويبقى السؤال الآن حول ما إذا كان هذا التراجع المؤقت سيمثل فرصة للمستثمرين للعودة إلى السوق أم أنه بداية تحول في الاتجاه العام لأسعار المعادن النفيسة عالميًا.