«تحذير عاجل» كارثة إنسانية في غزة مع تفاقم الحصار وانهيار النظام الصحي

يشهد قطاع غزة أوقاتًا عصيبة حيث يعاني من تدهور مستمر في الأوضاع الإنسانية، فقد توالت التقارير التي تكشف عن حالات وفاة يومية بين الأطفال والنساء وكبار السن، وذلك بسبب عجز القطاع الصحي عن تقديم الرعاية اللازمة، وتؤكد منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) أن الحلول يجب أن تتجاوز المساعدات العاجلة لمعالجة الأزمة من جذورها.

ضرورة وضع خطة شاملة لإنقاذ غزة

الوضع الإنساني الحرج يوضح أنه لا يمكن إخراجه من هذه الدوامة إلا من خلال إطلاق خطة استراتيجية شاملة، فقد أكد كاظم أبو خلف، المتحدث الرسمي لليونيسيف، أن استمرار تقديم المساعدات الإغاثية وحده لن يكون كافيًا، إذ إن بناء اقتصاد محلي مستقر وفتح المعابر بصورة دائمة هي من الاحتياجات الأساسية، فلا يمكن لمليونَيْ نسمة البقاء دون الوقود والبضائع والأجهزة الطبية التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة، كما ينبغي أن تعمل هذه الخطة على خلق فرص للتشغيل وتعزيز بيئة قادرة على الصمود أمام الأزمات المستقبلية.

دعوات دولية لتطبيق القانون الإنساني

الأمم المتحدة تشدد على ضرورة الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، مؤكدة أن مطالب سكان غزة ليست أكثر من حقوق إنسانية أساسية، فالعلاج ومستوى الحياة الكريمة وحرية التنقل ليست ترفًا بل حق مكفول لكل إنسان بموجب القوانين الدولية، لكن تجاهل هذه الحقوق وعدم تطبيقها سيؤدي إلى كارثة إنسانية طويلة الأمد لن تُمحى ذاكرة العالم من آثارها بسهولة، ومن هنا، باتت الدعوات إلى أخذ خطوات جدية من المجتمع الدولي ملحّة لإنقاذ أكثر من مليوني إنسان يعانون يوميًا في ظل الحصار القاسي والقصف المستمر.

انهيار القطاع الصحي في غزة

الأزمة الخانقة التي تعيشها غزة انعكست بشكل واضح على القطاع الصحي، حيث أشار أبو خلف إلى أن عدد المستشفيات العاملة قد تراجع بشكل مأساوي من 36 إلى 18 فقط، ومع ذلك، فإن تلك المستشفيات المتبقية لا تعمل بكامل طاقتها التشغيلية، إذ لا تستوعب سوى نصف قدراتها الفعلية في ظل نقص المعدات الطبية والكادر الصحي المتخصص، مما يجعلها تقف عاجزة أمام الأعداد المتزايدة من الجرحى والمصابين، فالوضع يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، والمرضى الذين يحتاجون إلى رعاية منقذة للحياة لا يجدون مكانًا لهم.

أزمة إنسانية تهدد آلاف الجرحى

معظم الجرحى والمصابين في قطاع غزة يعيشون تحت تهديد دائم للموت إما بسبب نقص الأدوية أو عدم الاعتراف بحالاتهم كأولوية للخروج إلى الخارج للعلاج، حيث تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 10500 مصاب بحاجة ماسة لمغادرة القطاع للخضوع للعلاج خارج غزة، ورغم الحاجة المُلِحة، فإن العدد الذي يُسمح له بالخروج لا يتجاوز حالتين يوميًا في المتوسط، في ظل غياب الإجراءات الجادة، يعاني الآلاف مصيرًا مأساويًا في صمت العالم الذي لم يحرك ساكنًا لتغيير هذا الواقع المؤلم.

التحدي الوضع الحالي
عدد الجرحى المنتظرين للعلاج خارج غزة 10500 مصاب
عدد الحالات المسموح بخروجها يومياً حالتان فقط
عدد المستشفيات العاملة حالياً 18 مستشفى من أصل 36
القدرة التشغيلية للمستشفيات 50%
  • تخصيص دعم دولي مستدام لتطوير القطاع الصحي في غزة
  • إنشاء ممرات صحية إنسانية لخروج المرضى بشكل آمن ومستمر
  • الضغط على الأطراف المختلفة لرفع الحصار بالكامل والسماح بدخول جميع المساعدات
  • توفير أدوات تشخيص حديثة ومعدات طبية لجميع المستشفيات

تفاقم الأوضاع يوماً بعد يوم يتطلب حلولًا عملية لا تقتصر على الوقوف موقف المتفرج، فالتجاهل لن يؤدي إلا إلى زيادة المأساة، والحاجة اليوم أكبر من أي وقت سابق لتضافر الجهود الدولية لتخفيف وطأة الكارثة.