«توقعات مثيرة» أسعار شرائح الكهرباء إلى أين تتجه في الفترات القادمة؟

فجوة بين التكلفة وسعر البيع.. متى ترتفع أسعار شرائح الكهرباء؟
يتساءل العديد من المواطنين في مصر عن الزيادة المتوقعة في أسعار شرائح الكهرباء مع قرب انتهاء فترة العمل بالأسعار الحالية في 30 يونيو الحالي، خاصة بعد زيادات طرأت مؤخرًا بنسب تراوحت بين 17% و50% خلال أغسطس 2024، ما أثار حالة من القلق بشأن مستقبل تكلفة الكهرباء.

استمرار الارتفاع في أسعار شرائح الكهرباء

يتوقع خبراء استمرار الحكومة في رفع أسعار شرائح الكهرباء خلال النصف الثاني من العام الحالي 2025، وذلك استنادًا إلى تصريحات الرئيس التنفيذي الأسبق لجهاز تنظيم مرفق الكهرباء، حافظ سلماوي، حيث أوضح أن هذه الزيادات تعتمد بشكل كبير على عوامل اقتصادية مختلفة من ضمنها حركة أسعار الوقود عالميًا وسعر صرف الدولار مقابل الجنيه، مما يؤدي إلى زيادة تكلفة الإنتاج، ولأن مصر تستورد نسبة كبيرة من الوقود لتلبية الطلب المحلي، فإن أي تقلبات في السوق العالمي أو سعر الصرف تؤثر بشكل مباشر على تكلفة الكهرباء.

وأشار سلماوي إلى أن العلاقة بين أسعار الوقود وأسعار الكهرباء تعتبر طردية، فارتفاع تكلفة الوقود عالميًا يدفع الحكومة إلى إجراء زيادات دورية على الشرائح المختلفة، وهو سيناريو مرتقب في الوقت الحالي، خاصة مع الضغوط الاقتصادية الحالية التي تواجهها الدولة.

تحرير سعر الصرف وتأثيره على أسعار الكهرباء

تعتبر التحديات الاقتصادية الناتجة عن تحرير سعر الصرف من بين الأسباب الرئيسية التي ساهمت في رفع تكلفة إنتاج الكهرباء، حيث بلغت تكلفة إنتاج الكيلووات نحو 223 قرشًا، بينما كانت الحكومة تبيعه للمستهلك بسعر 126 قرشًا فقط قبل التعويم، وفقًا لتصريحات صادرة عن مسؤولين.

إلى جانب ذلك، تعتمد وزارة الكهرباء بشكل كبير على تمويل مشروعاتها بقروض خارجية تُسدد بالدولار، مما يُثقل كاهلها عند ارتفاع سعر الصرف، كما أن عقود الطاقة المتجددة، رغم توقيعها بالجنيه المصري، تُقوَّم بسعر السوق في وقت السداد، مما يزيد من التحديات المالية.

وتوضح البيانات أن وزارة الكهرباء تدفع شهريًا نحو 5 مليارات جنيه فقط من إجمالي 16 مليار جنيه مستحقة لوزارة البترول مقابل الغاز المستخدم في تشغيل المحطات، فيما تتحمل الحكومة الفرق لدعم الاستهلاك المحلي، على الرغم من حاجة القطاع إلى نحو 135 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا لتلبية متطلبات التشغيل.

الزيادات المطبقة حاليًا على شرائح الكهرباء

بناءً على البيانات الرسمية، شهدت أسعار شرائح الكهرباء زيادات مؤخرًا، سواء على مستوى الاستخدام المنزلي أو النشاط التجاري والصناعي. وجاءت تسعيرة الشرائح المختلفة على النحو التالي:

• الشريحة الأولى للاستهلاك المنزلي (من 0 إلى 50 كيلووات): ارتفعت من 58 قرشًا إلى 68 قرشًا.
• الشريحة الثانية (من 51 إلى 100 كيلووات): ارتفعت من 68 قرشًا إلى 78 قرشًا.
• الشريحة الثالثة (من 0 إلى 200 كيلووات): ارتفعت من 83 قرشًا إلى 95 قرشًا.
• الشريحة الرابعة (من 201 إلى 350 كيلووات): ارتفعت من 125 قرشًا إلى 155 قرشًا.
• الشريحة الخامسة (من 351 إلى 650 كيلووات): ارتفعت من 140 قرشًا إلى 195 قرشًا.
• الشريحة السادسة (من 0 إلى أقل من 1000 كيلووات): أصبحت بسعر 2.1 جنيه بدلًا من 140 قرشًا.
• الشريحة السابعة (أكثر من 1000 كيلووات): ارتفعت إلى 2.3 جنيه بدلًا من 165 قرشًا.

أما بالنسبة إلى النشاط التجاري، فجاءت زيادات الأسعار كالتالي:

وتشير الدراسات إلى أن النشاط الصناعي شهد أيضًا زيادة ملحوظة، حيث تم تعديل سعر الكيلووات ليصل إلى 2.33 جنيه بدلًا من 155 قرشًا، ما يعكس الضغط الذي تتحمله القطاعات المختلفة نتيجة التغيرات الاقتصادية.

في ضوء الضغط المتزايد على الميزانية وتأثير المتغيرات العالمية، يبدو أن استقرار أسعار الكهرباء على المدى القريب سيكون أمرًا صعبًا، مما يضع تحديات واضحة أمام المواطنين والقطاعات الاقتصادية المتنوعة.