«رحيل إعلامية بارزة يفجع الوسط الفني العربي ومطرب شهير يعلق نشاطه حدادًا»

في صباح حزين، استيقظ الوسط الفني والإعلامي المغربي والعربي على خبر وفاة الإعلامية والممثلة المبدعة كوثر بودراجة، التي رحلت عن عمر 37 عامًا بعد معركة مؤلمة مع مرض السرطان. كان خبر وفاتها كالصاعقة على محبيها وزملائها، حيث امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالكلمات المؤثرة والتعازي الحزينة. الجميع تحدث عن قوتها وشجاعتها، وعن بصمتها التي لن تُمحى من قلوب الجمهور وأذهانهم.

كوثر بودراجة.. رحلة إعلامية مليئة بالإنجازات

اشتهرت كوثر بودراجة بكونها إحدى أبرز الأسماء في الإعلام المغربي، حيث حققت حضورًا مُميزًا بفضل برامجها التي استطاعت من خلالها كسب إعجاب المشاهدين داخل وخارج المغرب. كانت دائمًا تقدم ما هو جديد وممتع، وسط أسلوب فريد وشخصية مؤثرة تأسر القلوب. من بين أبرز البرامج التي قدمتها:

• برنامج “جاري يا جاري” الذي كان يستعرض قصص جيران بلمسات إنسانية رائعة.
• برنامج “ناس نسمة” الذي كان يُعرض على شاشة قناة نسمة التونسية.
• برنامج “ممنوع على الرجال”، الذي جذب فئة واسعة من السيدات لتحليله قضايا تخص النساء بجرأة.
• برنامج “مذيع العرب”، وهو برنامج شهير يجمع المواهب الإعلامية عبر شاشة أبوظبي وقناة الحياة.

لم تقتصر موهبتها على مجال الإعلام فقط، بل امتدت إلى التمثيل والغناء، وأيضًا عالم الموضة، لتصبح بذلك رمزًا للمرأة المغربية متعددة المواهب. كان لها حضور بارز في مختلف المجالات التي اقتحمتها، وكل من تعامل معها تحدث عن احترافيتها وعفويتها.

إطلالات فنية لا تُنسى قبل وفاة الإعلامية الرائعة

إلى جانب براعتها الإعلامية، كانت كوثر بودراجة ممثلة بارعة قدمت أعمالًا درامية وسينمائية تحظى بشعبية كبيرة. محبو الشاشة الصغيرة يتذكرون تميزها في مسلسلات مثل “الماضي لا يموت” و”سول دموعي”، بالإضافة إلى مشاركتها في الفيلم الشهير “أتومان”. نجاحها لم يقتصر على التمثيل، إذ كانت رمزًا للأنوثة والأناقة في عالم الموضة، حيث اختيرت كوجه دعائي لمجموعة من أشهر العلامات التجارية، مستغلة حضورها الواثق وكاريزمتها الآسرة.

أما في الأوساط العامة، كانت كوثر دائمًا لافتة للأنظار، سواء على السجادة الحمراء أو في اللقاءات الفنية، مما أكسبها حضورًا فريدًا جعل اسمها يتردد في كل بيت مغربي وعربي.

ردود فعل مؤثرة وحداد فني يناسب مكانة الراحلة

بمجرد انتشار خبر وفاة كوثر، عجّت مواقع التواصل الاجتماعي برسائل الحزن، حيث أعلنت شخصيات مشهورة ونشطاء من مختلف الأطياف عن بالغ تأثرهم بهذا الحدث المفجع. أبرزهم الفنان المغربي نعمان بلعياشي الذي أعلن تأجيل طرح أغنيته الجديدة “الجيلالي” احترامًا لرحيل صديقته، قائلاً: “تم تأجيل إصدار الأغنية ليوم الإثنين بسبب وفاة الصديقة كوثر بودراجة.. اللهم ارحمها واغفر لها”.

ردة الفعل الحزينة لم تكن مقتصرة فقط على الفنانين بل امتدت لعامة الناس الذين تابعوا مسيرتها عن كثب. عبارات مثل “ماراح تنسي أبدًا” و”كنتِ أيقونة الإعلام والإنسانية” كانت حاضرة في آلاف التعليقات.

سيرة إعلامية تُذكرنا بزمن الإعلام الجميل

كوثر بودراجة ليست مجرد إعلامية أو ممثلة، بل تعد مثالًا حيًا للطموح والإبداع. رحلتها المهنية تُعيدنا إلى زمن كنا فيه نتعلق بالإعلاميين الصادقين البعيدين عن التصنع، حيث فضّلت كوثر دائمًا أن تكون قريبة من الناس، تقدم محتوى يعكس واقعًا حقيقيًا وقصصًا مُلهمة تُلامس الحياة اليومية.

مع فقدان كوثر، يشعر المتابعون أن الساحة الإعلامية فقدت صوتًا نقيًا وأسلوبًا راقيًا يجمع بين البساطة والاحترافية. والأهم من ذلك، أن ما خلفته من ذكريات ومساهمات سيبقى يحكي قصتها للأجيال القادمة.

رحلت كوثر تاركة إرثًا إعلاميًا وفنيًا لا يُنسى، حيث ستظل ذكراها خالدة في أذهان كل من عرفها أو تأثر بعملها، وستبقى أفعالها ملهمة لكل من يسعى وراء حلمه. بعد هذا الفقد الجلل، يبدو أن الوسط الفني والمجتمع المغربي فقد جزءًا لا يُعوّض من نوره.