«إنجاز عالمي» ربط شبكات الكهرباء يعبر 3 قارات وجهود مكثفة مستمرة

تعمل مصر جاهدة على تعزيز مكانتها كمركز إقليمي للطاقة من خلال مشروعات الربط الكهربائي بين القارات الثلاث: آسيا، أفريقيا، وأوروبا، وصرح وزير الكهرباء، محمود عصمت، أن خطط الربط الكهربائي تُعد من المحاور الأساسية لاستراتيجية مصر الطاقوية، مشيرًا إلى أهمية استخدام مصادر الطاقة النظيفة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

مشروعات الربط الكهربائي مع الدول المجاورة

أكد عصمت خلال لقائه مع رئيس منظمة تطوير وترابط الطاقة العالمية “GEIDCO”، أن مصر تسعى لتوسيع تعاونها في مجال مشروعات الربط الكهربائي، إذ تهدف الخطط إلى استخدام مصادر طاقة نظيفة لتنمية الشبكات الكهربائية، كما جرى خلال اللقاء في مؤتمر شنغهاي بالصين مناقشة العديد من الفرص الإقليمية والعالمية لإنشاء شبكات قوية تربط بين قارات آسيا، أفريقيا وأوروبا، ويعتمد هذا الربط على كفاءة استخدام الطاقة المتجددة، موضحًا أن الخطط تشمل إعادة الهيكلة وبناء قدرات الكوادر الفنية في الدول النامية لتحسين عمل شبكات الكهرباء.

تعد مشروعات الربط الكهربائي محورًا رئيسيًا في تخطيط مصر لتعزيز منظومتها الطاقوية، وهذا الربط لا يوفر فقط الاستقرار في توزيع الكهرباء، ولكنه يعزز التعاون الدولي عبر تطوير الشراكات وتحقيق الربط القاري، وفرت هذه الجهود فرصًا مميزة للربط المستدام الذي يشمل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مما يساهم في تقليل انبعاثات الكربون والآثار السلبية للتغيرات المناخية.

أهمية تخزين الطاقة واستثمارات الطاقة النظيفة

شدد عصمت على ضرورة تطوير تقنيات تخزين الطاقة وتسريع العمل لإنشاء البنية التحتية المناسبة، مما يساهم في ضمان انتقال الطاقة النظيفة بين القارات بشكل فعّال وسلس، وتمثل هذه التقنيات أحد العوامل الحاسمة لتعزيز القدرة على التعامل مع تزايد الطلب العالمي على الكهرباء، وتوفير الاستثمارات المستدامة في الطاقة المتجددة، كما أوضح الوزير دور القطاع الخاص في تنمية مشروعات الطاقة النظيفة وتسهيل الاستثمار في هذا المجال، مما يعزز من اقتصاديات الدول النامية عبر تسريع وتيرة التحول الطاقي وتعزيز الاعتماد على مصادر طبيعية ومستدامة للطاقة.

أوصت المناقشات بدعم مساعي الربط الكهربائي العالمي وبناء شبكات ذكية قادرة على الإدارة المثلى للطاقة، وذلك من خلال مشاركة الخبرات بين المؤسسات الدولية، إذ يمكن لهذه الجهود أن تدعم توزيع الطاقة النقية بين القارات الثلاث دون الحاجة لمصادر طاقة باهظة أو ملوثة، كما تتيح الفرص للدول المعنية الاستفادة من مزيج الطاقة المتنوعة لتلبية احتياجاتها المتزايدة باستخدام الموارد المتاحة بأقل تكلفة ممكنة.

دور مصر كمركز إقليمي للربط الكهربائي

استنادًا إلى الموقع الاستراتيجي والبنية التحتية الحديثة، تسعى مصر إلى أن تكون محورًا للربط الكهربائي في المنطقة بفضل قاعدة متطورة من شبكات الكهرباء المدعومة بالطاقة النظيفة، وأشار عصمت إلى أن الجهود المبذولة في إعادة تأهيل الشبكة الوطنية أتاحت إمكانية ربط شبكات الكهرباء بين الأسواق الأوروبية، الأفريقية، والآسيوية، بما يضمن تدفق الطاقة بين هذه المناطق بشكل مستدام، كما تساهم في الحد من الآثار السلبية للتغير المناخي بتبني حلول مبتكرة قائمة على استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

يمثل الربط الكهربائي خطوة رئيسية نحو تعزيز سوق الطاقة العالمية وزيادة التعاون الإقليمي لتأمين مصادر الطاقة وسد احتياجات الدول المتطورة والنامية على حد سواء، وتحقق هذه المشروعات الاستقرار للطرفين عبر تعظيم الاستفادة من موارد الطاقة المتجددة.

• إنشاء شبكات كهرباء عالية الكفاءة تربط القارات
• إعادة تدريب وتأهيل الكوادر في الدول النامية
• نقل الخبرات في تخزين الطاقة المستدامة
• تحسين استخدام الموارد الطبيعية المتجددة

إن توسعة مشروعات الربط الكهربائي على المستوى العالمي تعكس طموح مصر لأن تصبح قاعدة مركزية للطاقة، حيث تتجلى فيها طموحات تنمية الطاقة النظيفة والتعاون الدولي وتوطيد بنيتها.