زلزال بقوة 6,1 درجة يضرب اليوم هذه المنطقة وتخوفات من تسونامي

تعرضت الفلبين صباح اليوم السبت إلى زلزال جديد بلغت قوته 6.1 درجة على مقياس ريختر، ما أثار قلق السكان في المنطقة الجنوبية من البلاد. يأتي هذا الزلزال كجزء من النمط الزلزالي المتكرر الذي تشهده الفلبين نظرًا لموقعها داخل “حزام النار” حول المحيط الهادئ، وهو ما يجعلها واحدة من أكثر المناطق في العالم نشاطًا من حيث الزلازل والبراكين.

تفاصيل عن موقع الزلزال وأعمق بؤرته

بحسب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، وقع الزلزال على عمق بلغ 101 كيلومتر تحت سطح الأرض، وعلى مسافة تُقدر بنحو 70 كيلومترًا من أقرب نقطة مأهولة بالسكان في مقاطعة دافاو الغربية جنوب الفلبين. ما يدعو للارتياح أن هذا الحدث الجيولوجي لم يتسبب في وقوع أضرار بشرية أو مادية، ولم تصدر السلطات أي تحذيرات خاصة بموجات تسونامي. إلا أن السكان في المناطق القريبة أبلغوا عن شعورهم بالاهتزازات، والتي استمرت لبضع ثوانٍ فقط.

الأرض تهتز: شهادات السكان المحليين

من بين أولئك الذين شعروا بالزلزال كان مارلاوين فوينتس، أحد العاملين في خدمات الطوارئ في جزيرة سارانجاني القريبة من مركز الهزة. فوينتس أوضح أن الزلزال لم يكن بالقوة التي تستدعي الذعر، لكنه استمر لمدة خمس ثوانٍ وشعروا خلاله باهتزاز الأثاث والطاولات في المكاتب. السكان في هذه المناطق، بحكم تجربتهم الطويلة مع الزلازل، غالبًا ما يتعاملون مع الهزات الضعيفة والمتوسطة بنوع من الحذر دون هلع.

الفلبين وحزام النار.. لماذا تتكرر الزلازل؟

يُرجع العلماء تكرار الزلازل في الفلبين إلى موقعها الجغرافي داخل “حزام النار”، وهي المنطقة التي تشكل قوسًا ضخمًا حول المحيط الهادئ وتشهد تنوعًا كبيرًا في النشاط الزلزالي والبركاني. هذه المنطقة نشطة جيولوجيًا بسبب اصطدام الصفائح التكتونية بعضها ببعض، ما يؤدي إلى تراكم الطاقة وحدوث زلازل. الفلبين تحديدًا تتعرض لعشرات الهزات يوميًا، والتي تتراوح شدتها بين الصغيرة التي لا تُشعر بها إلى القوية التي قد تترك آثارًا كبيرة.

رغم أن معظم هذه الهزات تمر دون تحذيرات من تسونامي، إلا أن بعض الهزات العنيفة قد تكون مصحوبة بموجات مد بحري كما حدث في كوارث سابقة. لذلك، تبقى المناطق الساحلية المنخفضة في حالة استعداد دائم لأي طارئ.

كيف استجابت السلطات المحلية للوضع؟

لم تضع السلطات الفلبينية الوضع على أية درجة من التأهب العالي حتى الآن. هيئات المسح الجيولوجي ووكالات الحماية المدنية تتابع الحدث باستمرار، للتأكد من عدم ظهور أي هزات ارتدادية قوية، أو تحذيرات جديدة تتطلب تغيير الخطط. فيما يلي الإجراءات التي اتخذتها السلطات كجزء من الاستجابة:

  • مراقبة النشاط الزلزالي بشكل مستمر من خلال أجهزة قياس وتحليل مستندة إلى العلماء المحليين والدوليين.
  • التأكد من سلامة المنشآت الحيوية في المناطق المتأثرة وسط استعداد الفِرق المحلية للطوارئ.
  • تقديم توجيهات سريعة ومحدثة للسكان عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي للتقليل من الإشاعات أو المبالغة.

مقارنة بين الزلازل السابقة والزلزال الأخير

لإعطاء فكرة أوضح عن النشاط الزلزالي في الفلبين، إليكم هذا الجدول الذي يوضح مقارنة بسيطة بين زلزال اليوم وزلازل أخرى شهدتها البلاد مؤخرًا:

التاريخ الشدة مركز الزلزال تحذيرات تسونامي
10 أكتوبر 2023 6.1 درجة جنوب الفلبين لا تحذيرات
20 سبتمبر 2023 6.4 درجة لوزون صدر تحذير بسيط
5 أغسطس 2023 5.9 درجة مينداناو لا تسونامي

يبقى الزلزال الأخير ضمن المتوقع بالنسبة للنشاط الجيولوجي في الفلبين، ولكنه يُذكّر السكان بضرورة البقاء على وعي تام بخطورة موقعهم الجغرافي. من المهم دائماً أن تتوفر الخطط الطارئة لضمان السلامة، لا سيما في المنازل والمباني التي تقع ضمن مناطق معرضة للهزات الشديدة.