«تراجع تاريخي» الذهب يسجل أكبر خسارة أسبوعية منذ مايو ما السبب؟

الذهب يسجل أكبر خسارة أسبوعية منذ مايو، حيث شهد تراجعًا بنسبة 2% في ختام تعاملات يوم الجمعة الماضي، ووصل إلى أدنى مستوى له في شهر، مدفوعًا بعوامل جيوسياسية واقتصادية متعددة، من بينها تهدئة التوترات العالمية وتحسن شهية المستثمرين للأصول الأكثر مخاطرة؛ مما أثر بشكل سلبي على المعدن الأصفر.

أسعار الذهب اليوم: تطورات وأرقام وأسباب

تراجعت أسعار الذهب في السوق الفورية بنسبة 2% لتبلغ 3261.28 دولارًا للأونصة؛ وهو الأقرب إلى مستويات سجلت نهاية مايو الماضي، وفي حين شهدت العقود الآجلة الأمريكية هبوطًا أكبر بنسبة 2.2% إلى 3272.9 دولارًا للأونصة، فإن المعدن النفيس لم يسجل مجرد خسارة يومية فقط، بل امتدت الخسائر لتشمل الأسبوع الثاني على التوالي بمعدل نزول إجمالي بلغت نسبته 3.2%.

الوضع الإيجابي في الأسواق جاء نتيجة جهود دولية لخفض التوترات، خاصة بعد نجاح الوساطة في وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل مع عودة الهدوء النسبي الثلاثاء الماضي، مما حرر الأسواق من أعباء الأزمات وزاد الثقة في الأصول ذات العائدات المرتفعة كبديل للذهب، ومع ذلك، شهدنا أيضًا تأثير ارتفاع الدولار الأمريكي، الذي ارتفع 0.2% مقابل مجموعة من العملات الرئيسية، مما ضغط على جاذبية الذهب للمستثمرين.

تداعيات وقف إطلاق النار وتأثيره على الذهب

قرار وقف القتال الأخير بين إيران وإسرائيل لعب دورًا بارزًا في تقليل الطلب على الملاذ الآمن، حيث أكد خبراء أن هذا الوضع المؤقت أوقف التحركات المقلقة ودفع السوق نحو الاستقرار النسبي، ما أتاح الفرصة أمام الكثيرين لبيع الذهب عند مستويات مرتفعة؛ مستفيدين من تحسن متوسط الطلب على الأصول المجازفة.

كما يعتبر الذهب مؤشرًا حساسًا للأحداث السياسية والجيوسياسية التي تسود العالم، واستقرار الأوضاع يجعل المستثمرين يركزون على استغلال عوائد استثماراتهم في الأسواق الأخرى. أما بالنسبة لتحركات أسواق السلع، فإن هذه المرحلة تحمل حالة ترقب، حيث يتوقع بعض الخبراء أن يتقلب السعر بناءً على احتمالات حدوث موجات تصعيد مستقبلية غير مؤكدة.

الاتفاق التجاري بين الصين والولايات المتحدة

عزز الاتفاق الأخير بين الصين وأمريكا بخصوص تسريع توريد المعادن النادرة من ميول المخاطرة لدى المستثمرين، خاصة أن هذه الاتفاقية جاءت لتخفف المخاوف من تزايد النزاعات التجارية، والتي كان لها دور في دعم الذهب مسبقًا باعتباره ملاذًا آمنًا.

وفي السياق نفسه، كشفت أرقام اقتصادية في الولايات المتحدة أن إنفاق المستهلكين انخفض بشكل غير متوقع في مايو الماضي، وهو أمر مؤثر على السوق إجمالًا، إلا أن ارتفاع مستويات الاستقرار المالي والاقتصادي قلل أي تأثير إيجابي محتمل لصالح الذهب، مما دفع الأسعار لمواصلة نزيف الخسائر.

• انحسار التوترات الجيوسياسية وتهدئة النزاعات العالمية.
• ارتفاع سعر الدولار الأمريكي، مما أثر على طلب المستثمرين الدوليين.
• الاتفاق التجاري بين الصين وأمريكا، الذي دعم ثقة السوق.
• عمليات بيع مكثفة للذهب بعد هدوء المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية.

مع استمرار تراجع الذهب، يبدو أن الأسواق العالمية تمر بمرحلة تحول مؤقتة، تعتمد على ميزان القوة بين الأحداث الجيوسياسية والتغيرات الاقتصادية، بينما يبقى السؤال مطروحًا حول قدرة المعدن على استعادة زخمه قريبًا.