«تراجع مفاجئ» أسعار الذهب والفضة تنخفض بقوة والنفط يشهد تذبذب والدولار يرتفع

شهدت أسعار الذهب تذبذبًا ملحوظًا مع هبوط حاد في ختام التعاملات اليومية، إذ تراجعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 1.83% لتصل إلى 3,286.60 دولارًا للأوقية، بينما سجلت العقود الفورية انخفاضًا بنسبة 1.59% واستقرت عند 3,275.50 دولارًا للأوقية، بالتزامن مع ارتفاع طفيف لمؤشر الدولار الأمريكي الذي زاد الضغط على أسعار المعادن النفيسة، مما يشير إلى استمرار تأثر الأسواق المالية.

هبوط أسعار الذهب في الأسواق

شهدت جلسة التداول تراجعًا واضحًا لأسعار الذهب نتيجة لحركة بيع موسعة لجني الأرباح، حيث جاءت قوة الدولار الأمريكي كعامل رئيسي وراء هذا الانخفاض، إذ يقيس مؤشر الدولار أداء العملة الأمريكية مقارنة بسلة من العملات الأخرى، وصعوده بنسبة 0.06% ضاعف من الضغوط على الذهب. يعتمد المستثمرون على الذهب عادة كملاذ آمن، لكن تحسن الدولار يقلل من جاذبيته.

مع هذا التراجع، يستمر الذهب في مقاومة هذه العوامل السلبية، غير أن العقود الآجلة تراجعت بشكل أكبر مقارنة بالعقود الفورية، ما يُشير إلى وجود توقعات متحفظة في السوق حاليًا نتيجة لاستمرار القوة النسبية للدولار الأمريكي، الذي يرتبط عكسيًا بسعر الذهب.

الدولار الأمريكي يُعزز قوته

حقق الدولار الأمريكي ارتفاعًا طفيفًا ولكن مؤثرًا في الأسواق المالية العالمية، حيث ارتفع بنسبة 0.06% ليستقر مؤشره عند 97.35، وجاء هذا الارتفاع مدعومًا بانخفاض ملحوظ في قيمة كل من اليورو والجنيه الإسترليني. ساهم هذا الأداء القوي في تقليل شهية المستثمرين للمعادن الثمينة مثل الذهب، حيث أصبحت أكثر تكلفة على حاملي العملات الأخرى.

من المعروف أن الدولار يلعب دورًا محوريًا في تحريك الأسواق العالمية، كما أن استقراره عند مستويات مرتفعة يدفع عادة أسواق المعادن للهبوط، بينما يجذب المستثمرين نحو الأصول الأخرى مثل السندات أو الأسهم ذات العوائد المرتفعة، مما يزيد من تأثيره السلبي على الذهب والفضة بشكل عام.

خسائر كبيرة للفضة وسط عوامل السوق

استكملت أسعار الفضة مسارها الهبوطي مع انخفاض العقود الآجلة بنسبة 2.15% إلى 35.805 دولارًا للأوقية، مما يدل على اتساع عمليات التراجع الشامل في سوق المعادن الثمينة، وتُعزى هذه الخسائر المستمرة إلى العوامل نفسها التي تضغط على الذهب، مثل ارتفاع الدولار وتراجع شهية المخاطرة، حيث يبحث المستثمرون عن أصول أكثر استقرارًا وسط تقلبات واضحة.

تزامن هذا الانخفاض مع تراجع الطلب العالمي على الفضة، لا سيما في القطاع الصناعي الذي يشهد تباطؤًا اقتصاديًا عالميًا، وهو ما شكل ضغطًا إضافيًا على الأسعار، وبالرغم من المحاولات المتكررة للفضة للاحتفاظ بمعدلاتها المستقرة إلا أن قوى السوق فرضت عليها مسارًا نزوليًا حادًا.

تراجع محدود في أسعار النفط

على الرغم من الانخفاض الطفيف الذي شهدته أسعار النفط، إلا أنه يواصل التراجع يومًا بعد يوم في ظل استمرار مخاوف التباطؤ الاقتصادي، فسجل النفط الخام الأمريكي انخفاضًا بنسبة 0.25% مغلقًا عند سعر 65.09 دولارًا للبرميل، فيما تراجعت عقود خام برنت بنسبة 0.42% إلى مستوى 66.41 دولارًا للبرميل.

يتأثر سوق النفط حاليًا بعدة عوامل رئيسية، أهمها انخفاض الطلب العالمي الناتج عن تضاؤل النشاط الصناعي في العديد من الدول الكبرى، مما يعمق خسائر المنتجين. إضافة إلى ذلك، تراجعت التوقعات المتعلقة بصعود الطلب خلال الأشهر المقبلة، وهو ما أدى إلى تعزيز الضغوط على الأرباح اليومية لتجار النفط.

• ضعف الطلب يضغط على أسعار النفط عالمياً
• ارتفاع الدولار يقلل من جدوى الاستثمارات في السلع
• التباطؤ الصناعي يلعب دورًا هامًا في انخفاض الأسعار
• مخاوف السوق من تراجع الطلب تزيد من تقلبات الأسعار

تبقى الأسواق العالمية في حالة تقلبات متواصلة، خاصة مع استمرار حالة الشك حول الأداء الاقتصادي العالمي، ما يجعل التحركات السعرية للمعادن والنفط خاضعة لعوامل التغيرات المستمرة في قوة الدولار.