«أعمال محببة» خطيب المسجد النبوي يوضح أفضل العبادات في شهر محرم

تقوى الله هي الكلمة المفتاحية، وقد أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي المسلمين بتقوى الله، فهي المنبع الأساسي للفضائل ومصدر السعادة الحقيقية للمؤمنين، وقد أكد على أهمية مراقبة الله في السر والعلن، معتبرًا أن هذه التقوى هي الزاد الذي لا يفنى والسلم الذي يقود إلى رضا الله، ويجب على المؤمن أن يجعلها أساس حياته اليومية.

أهمية تقوى الله في حياة المسلم

تقوى الله تُعتبر أسمى درجات الإيمان، فهي تحمل معاني الخضوع لله سبحانه وتعالى، وطاعة أوامره بقلوب نقية، وقد قال الحق جل جلاله في كتابه العزيز: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)، وهي باب يُوصل العبد إلى السعادة والراحة النفسية في الدنيا قبل الآخرة، وتحمل المؤمن فوق هموم دنياه ليعيش حياة الطمأنينة والقلب السليم.

إن الله ربط بين التقوى والفضل الكبير في عدد من آياته، فهي لا تمنح الإنسان فقط حياة مستنيرة في الدنيا، بل تؤدي به إلى الفوز في الآخرة، ولتقوى الله مميزات كثيرة تشمل تحقيق الطمأنينة، وإيجاد الطريق الصحيح في أزمات الحياة، والتخلص من الذنوب بفضل المغفرة التي وعد الله بها المؤمنين المتقين.

طُرق تحقيق تقوى الله في الحياة اليومية

تحقيق تقوى الله يتطلب الالتزام ببعض الخطوات العملية التي تُجسد الخوف من الله والاستشعار برقابته الدائمة، ومن أبرزها:

• القرآن الكريم: المواظبة على قراءة القرآن وتدبر معانيه يزيد من تقوى الله في القلوب.
• الالتزام بالفرائض: الحرص على أداء الصلوات وإقامة النوافل يُعين المسلم على استشعار قيمة التقوى في حياته.
• مُراقبة الأعمال: يجب أن يحرص العبد على أن تكون أعماله خالصة لوجه الله، سواء كانت أقواله أو أفعاله.
• تجنب المحرمات: الابتعاد عن ما نهى الله عنه كالغيبة والكذب والمعاصي يعزز مكانة التقوى في النفس.

إن اتباع هذه الأفعال والحرص على تطبيقها بحب وإخلاص، يُدخل المسلم إلى مراتب الإحسان التي وصفها النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنها “أن تعبد الله كأنك تراه”.

ارتباط تقوى الله بتبدل الأوقات والأعوام

عندما ينقضي عام ويبدأ آخر، فإن المؤمن يتوقف ليتفكر في الوقت الذي مرّ عليه، ويتأمل في أعماله السابقة، هل كانت تُرضي الله أم لا، مما يزيد من ارتباطه بتقوى الله ورسالته في الحياة. العام الهجري الذي نودعه والذي نبدأ به جديدًا، يُذكّرنا بأن كل لحظة تمر ينبغي أن تكون مليئة بالخيرات والأعمال الصالحة، وقد ذكر فضيلة الشيخ أن الأعوام كدوران الرحى؛ لا تستقر في اتجاه معين، ولهذا يتوجب على الإنسان ألا يُغفل معنى الاجتهاد، وأن يسعى في كسب رضا الله عبر تقواه المستمرة في كل موقف من مواقف الحياة.

شدد فضيلة الشيخ على أن الله منح المسلمين نعمة الوفود على الحرمين الشريفين في أوقات وأماكن مباركة، مما يُوجب استشعار عظمة هذه النعم، وتجديد التوبة لله، والتزام سنة نبيه، وحُسن الدعاء لولاة الأمر الذين يُرعون هذه المقدسات بنفوس مخلصة وعطاءٍ لا ينقطع.