«فرصة تاريخية» الدولار قرب أدنى مستوى منذ 3 سنوات فهل يستمر الانخفاض

حوم الدولار اليوم بالقرب من أدنى مستوياته خلال ثلاث سنوات ونصف أمام العملات الرئيسية بما في ذلك اليورو والجنيه الإسترليني، ويأتي هذا التراجع نظرًا لتزايد توقعات السوق بخفض أسعار الفائدة الأمريكية بشكل أكبر، بينما يراهن المتعاملون على تطورات إيجابية في الاتفاقيات التجارية العالمية قبل الوصول إلى الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لفرض رسوم جمركية جديدة.

حوم الدولار والتوقعات بخفض أسعار الفائدة وتأثيرها على الأسواق

مع استمرار حوم الدولار الأمريكي عند مستوى منخفض، تشهد الأسواق تحركات ملحوظة حيث ترتفع التوقعات بخفض أسعار الفائدة، هذا التوجه مدفوع بتصريحات رئيس البنك المركزي الأمريكي جيروم باول خلال شهادته أمام الكونغرس، والتي فهمها البعض بأنها إشارة واضحة لدعم التيسير النقدي، فيما أصبحت فترة قيادة باول للبنك المركزي محور حديث المتابعين مع اقتراب انتهائها في مايو القادم، وسط احتمالات استبداله برئيس يميل أكثر للتيسير النقدي.

يُذكر أن تصريحات خبراء الاقتصاد تشير إلى أن أحد الدوافع الرئيسية وراء حوم الدولار المنخفض هو تأثر المستثمرين بالتضخم وضعف النمو في الولايات المتحدة، ومع استمرار ترامب في توجيه انتقادات متكررة لسياسة الاحتياطي الاتحادي والمطالبات بخفض أسعار الفائدة، أصبح السوق في حالة ترقب لضغوط أكبر من البيت الأبيض، مما يؤثر على ثقتهم في استقلالية البنك المركزي.

حوم الدولار واستجابة العملات الأجنبية الرئيسية

بينما يترنح الدولار، تظهر العملات الأوروبية الرئيسية مثل اليورو والجنيه الإسترليني تحسنًا في أدائهما، حيث سجل اليورو أعلى مستوى له منذ سبتمبر عام 2021 عند 1.1745 دولار، بعد تحسن مؤشر أسعار المستهلكين في فرنسا بشكل فاق التوقعات، أما الجنيه الإسترليني فوصل إلى 1.37701 دولار، مقتربًا من أعلى مستوياته في أكتوبر 2021، بالإضافة إلى ذلك، شهدت العملات الآسيوية والأوروبية الأخرى مثل الين الياباني والفرنك السويسري أداءً قويًا، مما زاد الضغط على الدولار.

العملة آخر سعر أداء ملحوظ
اليورو 1.17208 دولار أعلى مستوى منذ 2021
الإسترليني 1.3742 دولار قريب من مستويات أكتوبر 2021
الين الياباني 144.375 مقابل الدولار ثبات نسبي
الفرنك السويسري 0.799 مقابل الدولار قوة مستمرة

يعود المستمرون إلى شراء العملات البديلة مثل الين والفرنك السويسري، مما يعكس مستوى القلق من حوم الدولار الحالي وسط غموض السياسة النقدية الأمريكية، كما أن الاتفاقيات المرتقبة مع الصين حول شحنات المعادن الأرضية النادرة تهدف إلى تحفيز الاقتصاد الأمريكي ولكنها لم تنجح بعد في تخفيف ضغط الدولار بشكل مباشر.

حوم الدولار في ظل تأثير الاتفاقيات التجارية العالمية

يشكل حوم الدولار الحالي نقطة محورية في المفاوضات التجارية بين الدول، إذ تحاول الحكومات الكبرى بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تسريع التوصل إلى اتفاقيات جديدة تضمن تخفيف حدة الرسوم الجمركية، فقد دعا المستشار الألماني ميرتس إلى ضرورة إبرام اتفاق بسيط وسريع بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ووفقًا لمسؤولين في البيت الأبيض، توصلت واشنطن وبكين إلى تفاهمات حول تسريع شحنات المعادن الحيوية، مما يهدف إلى تقليل الضغط على الموارد الأمريكية.

من المتوقع أن يلعب الموعد النهائي في 9 يوليو المقبل دورًا مركزيًا، حيث يسعى الطرفان إلى التوصل إلى حلول لتفادي فرض رسوم قد تزيد من اضطرابات السوق، وربما يكون حوم الدولار الحالي حافزًا إضافيًا لتحقيق تقدم في هذه الاتفاقيات.

يظل حوم الدولار عند مستوياته الحالية مؤشرًا واضحًا للتحديات أمام الأسواق العالمية، فالتركيز الآن لا ينصب فقط على البيانات الاقتصادية، بل يمتد لتشمل التحركات السياسية والتجارية التي تلعب دورًا أساسيًا في تحديد مستقبل العملات الدولية.