«فلوسي ليست لي أنا مجرد ناظر زراعة عند مالك الملك»

رجل الأعمال المهندس صلاح دياب، أحد الشخصيات التي أثرت في المجتمع بمواقفه وأفكاره التي تحمل طابع الإنسانية والوعي بقيمة المال، أثار حديثه حول كيفية استغلال الثروة الكثير من الجدل والإعجاب، فقد أعرب عن قناعة نابعة من قلب واع بأن المال وسيلة لتحقيق الخير في العالم، وليس غاية بحد ذاته، هذه النظرة العميقة للمال تجعله نموذجًا مثيرًا للاهتمام والتأمل.

صلاح دياب وقضية الحج السياحي الفاخر

في حوار له مع الإعلامي محمود سعد على قناة «النهار»، تحدث صلاح دياب عن رؤيته لمفهوم إنفاق المال فيما يخدم المجتمعات، وتحديدًا موقفه من الحج السياحي الفاخر، حيث عبّر عن رفضه إنفاق مليوني جنيه على رحلة حج يمكن أن تُستخدم تلك الأموال لإسعاد مئات الأشخاص المحتاجين، يعتقد دياب أن مثل هذه الأفعال قد تتعارض مع مقاصد الدين، التي تدعو للتسامح والتخفيف عن الآخرين، مما يعبر عن التزامه بمبادئ أخلاقية وإنسانية واضحة في التعامل مع ثروته.

الأمانة في المال ومسؤولية الإنفاق

دياب يرى أن المال ليس ملكًا لصاحبه، بل هو أمانة لدى الإنسان يُسأل عن كيفية تصريفها، في واحدة من تصريحاته الشهيرة قال: “فلوسي مش ملكي هي أمانة من الله”، يتعامل مع ثروته بوصفه ناظر زراعة يدير أموالًا ليست له، ولكنها مُلك لله عز وجل، هذه الفلسفة تجعله مختلفًا عن العديد من رجال الأعمال الذين ينفقون أموالًا طائلة على الرفاهيات الشخصية مثل الطائرات واليخوت، وهو أكد أنه لا يمتلك طائرة خاصة أو يختًا، ويفضل السفر بدرجة البزنس بدلًا من درجة رجال الأعمال، لكن على الجانب الآخر، يوجه أمواله نحو أبواب الخير ودعم المحتاجين.

مواقف إنسانية تظهر التواضع

رؤية دياب تجاه المال لم تُترجم فقط في تصريحاته، بل انعكست على مواقفه في حياته اليومية، فقد التقى ذات مرة الدكتور مجدي يعقوب، العالم المصري الكبير، في مطار هيثرو بلندن، ولم يتردد في التوجه لمساعدته في حمل أغراضه، حيث يعبر هذا الموقف عن تواضعه واحترامه للعلماء والمبدعين، مما يبرز قيمة الاحترام المتبادل التي يتبناها، باعتبار أن البساطة وقيم العطاء يجب أن تكون فوق كل شيء.

• رفض الإنفاق المبالغ فيه على الرفاهيات الشخصية.
• توجيه المال نحو مساعدة الآخرين وإسعادهم.
• تعزيز القيم الإنسانية كالتواضع والاحترام.

القيم التي يحملها المال وفق رؤية صلاح دياب

دياب ينظر إلى المال كأداة يمكن أن تغير واقع الكثيرين إذا أُنفقت بحكمة، مشيرًا إلى أن السعادة الحقيقية تكمن في العطاء وليس التملك، هذا الفكر يمكن أن يتعلم منه كثيرون، فبدلاً من النظر إلى المال كوسيلة للهيمنة أو الاستعراض، يمكن تحويله إلى قوة تدعم المجتمع وتُحدث تغييرًا إيجابيًا على حياة الناس، وهو ما يطرحه أيضًا بقوة في لقاءاته، حيث يدعو لإعادة التفكير في قيمنا تجاه المال وكيف ننظر إليه ونتعامل معه.

### مقارنة بين مواقف رجال الأعمال

بغض النظر عن تعدد المواقف والتحديات التي واجهها في حياته، فإن حديث دياب يفتح المجال لتساؤلات أكبر حول كيفية تحقيق التوازن بين كسب المال وإنفاقه، مما يدفعنا للتفكير في دورنا كمجتمع في إعادة بناء قيم تُركز على العطاء ومساعدة الغير.