«فرصة ثمينة» الذهب يتجه لتكبد خسارة أسبوعية ثانية وسط صعود الدولار

انخفاض أسعار الذهب وتأثيرات اقتصادية جديدة
شهدت أسعار الذهب انخفاضًا ملحوظًا في تعاملات الجمعة المبكرة، حيث أنها قد تكبدت ثاني خسارة أسبوعية متتالية، ويعود السبب الرئيس في ذلك إلى ارتفاع طفيف في قيمة الدولار الأمريكي بالإضافة إلى وقف إطلاق النار الملحوظ بين إسرائيل وإيران. تلك التطورات دفعت المتابعين للأسواق إلى ترقب بيانات التضخم الأمريكية لرصد أي دلالات على مسار سياسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي في المستقبل.

انخفاض أسعار الذهب وتأثير الدولار القوي

أسعار الذهب تراجعت في المعاملات الفورية بنسبة 0.4%، لتصل إلى مستوى 3313.23 دولارًا للأونصة في وقت مبكر من الجمعة، بينما شهدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب انخفاضًا أكبر بلغ 0.7% وقُدرت قيمتها بـ 3325.70 دولارًا. هذا التراجع كان مصحوبًا بارتفاع في قيمة الدولار بنسبة 0.2% مقابل العملات الرئيسية الأخرى، مما جعل الذهب مسعرًا بالدولار أكثر تكلفة للمشترين الذين يتعاملون بعملات مختلفة.
يرى برايان لان، المدير في جولد سيلفر سنترال في سنغافورة، أن هذه الخسائر كانت متوقعة في ظل التحسن المؤقت في الوضع الجيوسياسي الناجم عن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، والذي ساهم في استقرار الأوضاع بعد أعنف مواجهات شهدتها المنطقة، مؤكدًا أن الأسعار تتماسك حاليًا رغم الميل الطفيف نحو التراجع.

توقعات السياسة النقدية وتأثيرها على الذهب

يدرك المستثمرون أن بيانات التضخم الأمريكية، التي من المنتظر صدورها يوم الجمعة ظهراً بتوقيت غرينتش، تحمل مفتاح التوجهات المستقبلية للسياسة النقدية في مجلس الاحتياطي الفيدرالي. وفقًا لاستطلاعات أجرت رويترز، فإن توقعات المحللين تشير إلى زيادة بسيطة بنسبة 0.1% شهريًا وبنسبة 2.6% سنويًا في نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي.
تأتي هذه التطورات في وقتٍ تتوقع فيه الأسواق خفض معدلات الفائدة بمقدار 63 نقطة أساس مع حلول نهاية العام، على أن تبدأ تلك التحركات في شهر سبتمبر. هذه التوجهات المستقبلية تعزز الشكوك بشأن استمرار الطلب القوي على الأصول ذات القيمة مثل الذهب.

تأثير الذهب على المعادن النفيسة الأخرى

لم يكن الذهب المعدن الوحيد المتأثر بتلك التحركات الاقتصادية، إذ بدا أن المعادن النفيسة الأخرى تسجل تباينًا في أدائها. وفيما يلي نظرة سريعة على أسعارها:

المعدن سعر الأونصة
الفضة 36.63 دولارًا
البلاتين 1391.28 دولارًا
البلاديوم 1147.78 دولارًا
  • استقرت الفضة عند نفس قيمتها دون تغيير.
  • شهد البلاتين انخفاضًا واضحًا بنسبة 1.8%، لكنه بقي عند أعلى مستوى له خلال 11 عامًا.
  • أما البلاديوم فقد ارتفع بنسبة 1.4%، مستقرًا عند أعلى مستوياته المسجلة منذ أكتوبر 2024.

هذه التقلبات تعكس مدى تأثر المعادن النفيسة بالتحركات الاقتصادية العالمية، بما في ذلك التغيرات الجيوسياسية وأسعار العملات والسياسات النقدية.
أسعار الذهب والأسواق العالمية تظهر ارتباطًا وثيقًا بالتطورات الاقتصادية والسياسية، ما يجعلها تحت دائرة التقييم المستمر لتحركات المستثمرين الذين يبحثون عن ملاذات آمنة دائمًا.