«فرصة مثيرة» اليورو أمام الدولار الأميركي هل يشهد قفزة جديدة قريباً

العملة الأوروبية، اليورو، تقترب من تغيير في معادلة التوازن التقليدية مع الدولار الأميركي، مع تسجيل مستويات محورية قد تفتح الباب أمام منافسة نقدية جديدة، الصعود الأخير لليورو لم يكن صدفة؛ بل جاء مدفوعًا بتراجع الثقة بالدولار نتيجة عوامل اقتصادية وسياسية متلاحقة، مما يدل على تحول محتمل في المزاج الاقتصادي العالمي وديناميات العملات الدولية.

العملة الأوروبية تبرز أمام التحديات الاقتصادية

ظلّ اليورو لسنوات طويلة في موقع التابع أمام العملة الأميركية، ولكن المستجدات الأخيرة تشير إلى إمكانية تغيير هذا الطابع التقليدي، تراجع ثقة المستثمرين بالدولار الأميركي، بفعل سياسات اقتصادية داخلية متقلبة وتوترات جيوسياسية متزايدة، ساهم في زيادة الإقبال على اليورو كخيار استثماري، وقد قدّم البنك المركزي الأوروبي إشارات قوية على نيته اتخاذ إجراءات جريئة لدعم العملة الموحدة، وفي الوقت ذاته، فإن الاقتصاد الأوروبي يواجه تحديات صارمة، منها تباطؤ النمو وأزمات الطاقة المتصاعدة، كل ذلك يجعل من مستقبل العملة الأوروبية مدمجًا بمزيج من المخاطر والفرص، مع مراقبة الأسواق عن كثب لأي تغيّر قد يرفع اليورو لمستويات غير مسبوقة.

مستويات الدعم والمقاومة تدفع اليورو للأمام

سجل سعر العملة الأوروبية الموحدة ارتفاعًا لافتًا في الفترة الأخيرة، حيث وصل إلى مستويات تداول قياسية، بلغت 1.17 دولارًا، وهو مستوى محوري قد يفتح المجال للصعود نحو عتبة 1.20 دولار، إذا استمرت عوامل الضغط على الدولار، العديد من الخبراء، مثل استراتيجيي بنك HSBC وDanske A/S، رفعوا توقعاتهم لنهاية العام، متوقعين أن يواصل اليورو الصعود، وأشارت بيانات الأسبوع الماضي إلى توقف التوترات الجيوسياسية وضعف الاقتصاد الأميركي كعوامل ساهمت في بناء الثقة بالعملة الأوروبية، وإذا نجح اليورو في اختراق مستويات المقاومة الحالية، فإن مسارًا جديدًا للصعود قد يكون في الأفق.

• رفع البنوك والمؤسسات المالية توقعاتها لمستويات اليورو على المدى الطويل.
• مستويات العملات الاحتياطية العالمية تتزامن مع توقع تعديلات قد تدعم اليورو.
• حدوث تغيّر في أسعار النفط والغاز قد يعيد تشكيل التوازن.
• إشارات الضغط على الفيدرالي الأميركي تؤكد ضعف الدولار.

ثقة الأسواق في العملة الأوروبية

تشير تقارير متعددة إلى أن توجهات المستثمرين الأجنبية تسير نحو تعزيز مكانة اليورو، تراجع الدولار إلى أدنى مستوياته خلال ثلاثة أعوام أثر بشكل كبير على إعادة توجيه الاستثمارات العالمية، يذكر المحللون أن غموض مستقبل الاقتصاد الأميركي، إلى جانب التوترات التجارية، يدفع المؤسسات السيادية لتنويع احتياطياتها بعيدًا عن الدولار واللجوء إلى الأصول المقوّمة باليورو، ويتناقش المستثمرون والمحللون حول قدرة اليورو على تحقيق مستويات مستدامة قرب سقف 1.20 دولار، مما قد يُثبت دوره كعملة ذات أفق عالمي.

اليورو اليوم يشهد فرصة تاريخية ليعيد ترتيب مركزه ضمن هرم العملات العالمية، لكن ذلك يعتمد على استمرار ضعف السوق الأميركي وقدرة أوروبا على تجاوز تحدياتها الاقتصادية المتصاعدة.