«رأي شرعي» تهنئة رأس السنة الهجرية هل تُعتبر بدعة أم تقليد؟

تهنئة المسلمين بقدوم العام الهجري الجديد تُعتبر من الأمور المستحبة شرعًا، كما أعلنت دار الإفتاء المصرية، فهي ليست بدعة ولا تقتصر على الأعياد الشرعية فقط، بل هي تعبير عن مظاهر الفرح وتجدد النعم عند بداية العام الجديد، حيث ينظر إليها باعتبارها مناسبة تحمل في طياتها الشكر لله والاحتفاء بالقيم الروحية العظيمة.

حكم تهنئة المسلمين بالعام الهجري الجديد

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن تهنئة المسلمين ببداية العام الهجري الجديد تعتبر من العادات المشروعة، حيث تتمثل في التعبير عن الفرح والسرور بتجدد نعمة استمرار الحياة والاحتفال بذكرى الهجرة النبوية المشرفة، وقد أكدت أن وصف البعض لهذه التهاني بأنها بدعة غير دقيق، إذ اعتبر العلماء تلك التهاني مباحة ومستحبة شرعًا. هذا التخريج الشرعي ينطلق من كون التهنئة ترتبط بمظاهر إيجابية تحقق الألفة والتقدير بين الأفراد.

ويلفت الإمام الأزهري في كتابه “تهذيب اللغة” إلى أن فكرة العيد لغويًا مشتقة من معنى “العَوْد”، لتكرار الفرحة بهذا اليوم، مما يرسخ مشروعية الاحتفال عند قدوم كل عام جديد، فلا مانع شرعي يحول دون تبادل التهاني في هذه المناسبة السنوية.

رأي العلماء في تهنئة المسلمين بالعام الهجري الجديد

لا يقتصر تأييد هذه التهاني على دار الإفتاء وحدها، إذ أشار عدد من علماء الإسلام إلى استحباب التهنئة بمناسبات تجدد الزمن. واستشهدت الدار برأي الإمام زكريا الأنصاري الذي نقل عن الحافظ المنذري جواز هذه الممارسات دون أن تُعتبر عبادة مستحدثة أو بدعة.

كما أكد الإمام ابن حجر الهيتمي ضرورة استحباب هذه التهاني باعتبارها تحمل مظاهر بر وتقوية للعلاقات الاجتماعية بين المسلمين. وعلى ذات النسق تناول الإمام القليوبي في مؤلفاته اعتبار التهاني من الأمور المندوبة التي تضيف بُعدًا اجتماعيًا ودينيًا للاحتفال بهذه المناسبة.

دوافع مشروعية التهنئة بالعام الهجري الجديد

استنادًا إلى رؤية العلماء، تُعتبر تهنئة المسلمين بالعام الهجري الجديد مناسبة لإحياء معاني الهجرة النبوية المباركة، كما أنها فرصة لتقديم الشكر على النعم المتجددة والعمل على تعزيز العلاقات بين المسلمين. تُرسخ التهاني الروحية القيم الإيمانية والاجتماعية التي تركز على أهمية التعايش والإخاء، وهو ما يمنحها بعدًا أعمق من مجرد كلمات تقال عند بداية العام.

  • التعبير عن الفرح والامتنان لله بتجدد نعمة الزمن
  • الاعتراف برمزية الهجرة ودورها في تأسيس الأمة الإسلامية
  • تعزيز قيم التآخي بين المسلمين وتقوية الروابط الاجتماعية
  • إظهار مظاهر البر والإحسان عبر تبادل الكلمات الطيبة

أكدت دار الإفتاء أيضًا أن مثل هذه المناسبات تدعو لوصل ما انقطع من العلاقات وتعزز روح التعاون والود بين أفراد المجتمع.

الجهة الرأي حول التهنئة
الإمام زكريا الأنصاري جواز التهنئة دون اعتبارها بدعة
الإمام ابن حجر الهيتمي استحباب هذه العادة
الإمام القليوبي اعتبارها أمرًا مندوبًا

يظل الاحتفال بالعام الهجري الجديد وتهنئة المسلمين بمقدمه سلوكًا يحمل معانٍ إيجابية عديدة، ويعكس جوهر القيم الإسلامية المتمثلة في الوحدة والامتنان، فالتعاضد وتبادل التهاني في هذه المناسبة يعبر عن إرث عريق يستحق الإحياء والاحتفاء.