«موجة حارة» دول البلقان تسجل درجات حرارة قياسية تهدد الأنشطة اليومية

تستمر الحرارة في الارتفاع في منطقة البلقان حيث سجّلت 40 درجة مئوية في البوسنة، لتكون هذه الموجة أول موجة حر خلال صيف يُتوقَّع أن يشهد مرّات متكررة من ارتفاع درجات الحرارة الحادة، وأعلنت السلطات في كرواتيا حال تأهّب قصوى في بعض المناطق حول زغرب وأجزاء في شرق البلاد استعدادًا لهذا الطقس القاسي.

أسباب استمرار الحرارة في منطقة البلقان

تتعرض منطقة البلقان لدرجات حرارة مرتفعة بشكل غير معتاد، وأرجعت تقارير الأرصاد الجوية هذا الارتفاع إلى مجموعة من العوامل المرتبطة بالتغير المناخي، حيث شهدت البوسنة مؤخرًا تسجيل 40 مئوية خصوصًا في مدينة موستار، بينما أكدت السلطات هناك على أهمية اتخاذ الاحتياطات اللازمة خاصة للفئات الأكثر عرضة للإصابة كالأطفال وكبار السن، وأشارت التوقعات إلى أنّ هذه الظاهرة ليست مفاجئة كونها تزامنت مع جفاف حاد، مما جعل شهر يونيو الحالي الأقل في هطول الأمطار خلال 135 عامًا، فضلاً عن أن المتوسط الحراري الحالي يتجاوز المعدل الطبيعي بثلاث إلى أربع درجات.

توقعات الطقس وتأثيره في منطقة البلقان

توقعت تقارير الأرصاد الجوية استمرار ارتفاع درجات الحرارة خلال شهري يوليو وأغسطس، إذ يُرجح أن تكون أعلى بـ4 إلى 5 درجات عن المتوسط المعتاد، وفي صربيا على وجه الخصوص أوردت الهيئة الوطنية للأرصاد أن درجات الحرارة القصوى قد تتراوح بين 36 و39 درجة، وهو ما يزيد بعشر درجات عن المعدلات الموسمية، هذا الارتفاع لم يقتصر تأثيره على الحرارة فقط؛ بل أدى إلى تفاقم الجفاف في المنطقة، وهي ظاهرة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتغير المناخي، كما أكد الخبراء على زيادة شدّة الظواهر الجوية الحادة والتي أصبحت أكثر تكرارًا خلال العقدين الماضيين.

كيفية التعامل مع موجات الحرارة المرتفعة

لمواجهة موجات الحر القاسية، يُنصح جميع السكان في المناطق المتضررة بالالتزام بتوجيهات السلطات المعنية لتقليل التعرض للمخاطر الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة، ومن بين هذه التوصيات:

• البقاء في أماكن مغلقة ومكيفة الهواء خلال فترات الذروة
• شرب كميات وفيرة من المياه لترطيب الجسم وتعويض فقد السوائل
• ارتداء ملابس خفيفة وفضفاضة لتقليل الشعور بالحرارة
• التقليل من الأنشطة الخارجية، خصوصًا خلال ساعات الظهيرة
• تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس واستخدام الكريمات الواقية

يُعدّ تطبيق هذه التوصيات ضروريًا خاصة للفئات الضعيفة التي تشمل المسنين، الأطفال الصغار، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، وهذه الإجراءات تساعد في تقليل العواقب الصحية السلبية.

مع استمرار تأثير هذه الموجات قد يكون من الضروري على السلطات وشعوب المنطقة التفكير بحلول مستدامة لمواجهة تغير المناخ الذي يُعتبر المحرك الرئيسي لهذه الظواهر المناخية المتطرفة.