«فرصة ثمينة» سعر أونصة الذهب يرتفع عالميًا مع تراجع قوة الدولار

ضعف الدولار يدعم صعود سعر أونصة الذهب عالميا بشكل محدود، حيث شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا لليوم الثاني على التوالي بفضل الانخفاض الكبير في قيمة الدولار الأمريكي، حيث أظهرت الأسواق حالة من الترقب وعدم اليقين بعد تصريحات تفيد بأن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يعيد النظر في مصير رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، مع احتمالية تغييره في المستقبل.

ضعف الدولار يدفع أسعار الذهب للارتفاع عالميا

سجل سعر أونصة الذهب عالميًا ارتفاعًا بنسبة 0.4% ليصل إلى 3347 دولارًا للأونصة مقارنة بسعر افتتاح جلسة اليوم الذي بلغ 3334 دولارًا للأونصة، وحاليًا يتداول السعر حول مستوى 3346 دولارًا وفقًا لتحليل مؤسسة «جولد بيليون»، هذا الارتفاع جاء نتيجة لتراجع الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوياته منذ فبراير 2022 مقابل سلة العملات الرئيسية، ما عزز العلاقة العكسية بين الدولار والذهب ودعم الطلب على الذهب كملاذ آمن في الأسواق

شهد الذهب انخفاضًا طفيفًا في الأيام الماضية تأثرًا باتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، الذي خفض من الطلب على الذهب باعتباره خيارًا للاستثمار في الأوقات غير المستقرة، إلا أن استمرار الشكوك بشأن السياسات النقدية الأمريكية وتهديد استقلالية البنك الاحتياطي الفيدرالي دفع المستثمرين مجددًا نحو الذهب، خاصة مع تزايد الاحتمالات بخفض أسعار الفائدة

الذهب يسجل مكاسب وسط توقعات بتغيير سياسات الاحتياطي الفيدرالي

أوضحت تصريحات رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول خلال شهادته أمام مجلس الشيوخ أن استمرار التضخم يشكل خطرًا بالغًا، على الرغم من وصف الرئيس ترامب لرئيس الاحتياطي بأنه “سيئ للغاية”، مضيفًا احتمالية استبدال باول بشخص مؤيد لتخفيضات أكثر حدة للفائدة، هذه التصريحات أثرت في الأسواق عبر رفع الترقب بشأن توجهات السياسة النقدية المقبلة، وفي الوقت ذاته عززت الطلب على الذهب الذي عادةً ما يشهد ارتفاعًا في مثل هذه الظروف

في الجانب الآخر، دعمت بيانات تدفقات صناديق الاستثمار في الذهب المادي، مشيرة إلى تسجيل تدفقات بلغت 15.8 طنًا للأسبوع الخامس على التوالي، كما أظهر مجلس الذهب العالمي وجود طلب عالمي قوي على الذهب بالرغم من التفاوت الجغرافي في التدفقات، حيث استحوذت صناديق أمريكا الشمالية على الزيادة الأكبر بواقع 15.5 طن، تبعها الصناديق الأوروبية بـ1.8 طن بينما شهدت الصناديق الآسيوية صافي خروج يقدر بـ1.6 طن

تفاوت في تسعير الذهب بين عوامل عديدة

رغم ذلك، ارتفعت أسعار الذهب بشكل محدود نظرًا للتأثير المعاكس لاتفاق وقف إطلاق النار الذي شهدته مناطق النزاع الجيوسياسية، وهو ما أدى إلى خفض الرغبة في شراء الذهب كملاذ آمن، الأسواق تترقب بيانات اقتصادية أمريكية هامة كالناتج المحلي الإجمالي وبيانات نفقات الاستهلاك الشخصي، إذ من المتوقع أن تقدم هذه البيانات مزيدًا من المؤشرات حول احتمالية قيام الاحتياطي الفيدرالي بإجراء تخفيضات مستقبلية للفائدة، مما يحدد مستقبل أسعار الذهب أيضًا

العامل التأثير على أسعار الذهب
ضعف الدولار يزيد الطلب ويدفع الأسعار للارتفاع
المخاوف بشأن السياسات النقدية تحفز الاستثمار في الذهب
اتفاق وقف إطلاق النار يحد من ارتفاع الأسعار
تدفقات صناديق الاستثمار تعزز من استقرار الطلب على الذهب عالميًا
  • الدولار هو العامل الرئيسي في تحديد الاتجاه العام لأسعار الذهب
  • القرارات النقدية للاحتياطي الفيدرالي تؤثر مباشرة على قيمة العملة
  • الأحداث الجيوسياسية قد ترفع الطلب على الذهب كملاذ آمن
  • تدفقات صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب مؤشر قوي على الطلب الفعلي

أسعار الذهب تتأرجح بين عوامل اقتصادية وجيوسياسية متشابكة، على رأسها ضعف الدولار وتأثيرات السياسة النقدية الأمريكية المستقبلية، بينما تلعب التدفقات الاستثمارية في صناديق الذهب المادي دورًا مساندًا للاستقرار النسبي في السوق العالمي.