«فرصة ذهبية» أسعار الذهب في مصر تشهد تغيرات جديدة وسط ارتفاع عالمي

أسعار الذهب العالمية تشهد ارتفاعًا ملحوظًا لليوم الثاني على التوالي، حيث تعززت المكاسب بفعل انخفاض الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوياته منذ فبراير 2022، الأمر الذي أدى إلى دعم جاذبية الذهب كملاذ آمن، في حين أن اضطرابات المشهد السياسي بالولايات المتحدة ساهمت في زيادة طلب المستثمرين على المعدن النفيس، ما جعل السوق بأكمله يترقب تحركات مؤثرة.

ارتفاع أسعار الذهب العالمي وتأثيره على الأسواق

سجلت أسعار الذهب العالمية ارتفاعًا بنسبة 0.4%، ليصل سعر الأونصة إلى حوالي 3347 دولارًا بعد أن بدأ تداولها عند 3334 دولارًا، ويأتي هذا الصعود الكبير مدفوعًا بهبوط الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من عام، مما ساهم في زيادة الطلب على الذهب، إذ أن العلاقة العكسية بين الذهب والدولار جعلت التقلبات في الدولار أحد العوامل الأساسية وراء تحركات الأسعار الأخيرة، خاصة مع التحليلات التي تشير إلى احتمالات خفض أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

يذكر أن التقلبات السياسية بالولايات المتحدة ألقت بظلالها على الأسواق، حيث تزايدت الشكوك مع إحتمالية استبدال جيروم باول رئيس الفيدرالي الأمريكي، ما أدى إلى تعميق المخاوف المتعلقة بسياسة التيسير النقدي، وهذا الأمر دفع المستثمرين للجوء إلى الذهب كأحد الملاذات الآمنة.

عوامل تحد من مكاسب الذهب

رغم الصعود الملحوظ في الأسعار، إلا أن هناك عدة عوامل أسهمت في الحد من المكاسب المتوقعة للمعدن النفيس مؤخرًا، ومن أبرزها الهدنة بين إيران والكيان الصهيوني التي تدخل فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنجاح، حيث أسهمت هذه الخطوة السياسية في تهدئة المخاوف الجيوسياسية إلى حد كبير، مما قلل نسبيًا من الطلب على الذهب كملاذ آمن.

القائمة التالية تلخص أبرز المؤثرات على أسعار الذهب مؤخرًا:

• انخفاض الدولار الأمريكي وأنباء حول تخفيض الفائدة المرتقبة.
• الاضطرابات السياسية في الولايات المتحدة وتأثيراتها على السوق.
• الهدنة بين إيران والكيان الصهيوني ما أبقى الذهب في مستويات متوسطة.
• ترقب المستثمرين للبيانات الاقتصادية كالإنفاق والاستهلاك.

ويترقب المستثمرون في الأسواق العالمية صدور بيانات اقتصادية كالإنفاق الشخصي ومؤشر التضخم الأمريكي خلال الأيام القليلة المقبلة، حيث يتم تحليل هذه البيانات لتحديد توجهات السياسة النقدية التي ستحدد بشكل كبير مسار أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة.

التدفقات الاستثمارية وأسعار الذهب محليًا

كشفت تقارير عن ارتفاع التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب، حيث تم تسجيل زيادات كبيرة بلغت 15.8 طنًا من الذهب خلال أسبوع، وقد استحوذت صناديق الاستثمار بأمريكا الشمالية على الحصة الأكبر من التدفقات، حيث سجلت 15.5 طنًا، تلتها صناديق أوروبا ثم آسيا، مما يعكس مدى تضاعف الإقبال على المعدن النفيس في ظل الظروف الراهنة.

على المستوى المحلي، شهدت أسعار الذهب حالة من التذبذب حيث استقر سعر الذهب عيار 21 عند 4725 جنيهًا، متأثرًا بالعوامل العالمية من جهة وضغوط السوق الداخلية من جهة أخرى، يتسبب تراجع سعر الجنيه أمام الدولار في تقليل انعكاس مكاسب الذهب عالميًا، ما يجعل السوق المصرية أقل زخمًا مقارنة بالنمو الملحوظ في الأسواق الدولية.

تحركات الذهب في السوق المصري تظل تحت المراقبة مع استمرار انخفاض الجنيه أمام الدولار، بينما يظل الاتجاه العام للسوق العالمي متوقفًا بالأساس على المعطيات الاقتصادية والسياسية التي تتحكم في حركة الفائدة والدولار معًا.