«قفزة جديدة» أسعار النفط ترتفع وسط مخاوف من تراجع المخزونات والهدنة

هدنة هشة ومخزونات متراجعة تدفع أسعار النفط للارتفاع، حيث أظهرت تعاملات الخميس ارتفاعًا طفيفًا بأسعار النفط بدعم من انخفاض أكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأمريكية، بينما يبقى الحذر يخيم على الأسواق نتيجة التوترات الجيوسياسية بين إسرائيل وإيران، وذلك وسط إعلان وقف إطلاق نار مؤقت بين الطرفين، مما أثر بشكل كبير على استقرار الأسواق والطاقة الإنتاجية.

أسعار النفط اليوم: زيادات طفيفة ومؤشرات إيجابية

تقدمت أسعار النفط بشكل طفيف، إذ صعدت عقود خام برنت الآجلة بمقدار 15 سنتًا بنسبة 0.2% لتسجل 67.83 دولارًا للبرميل، كما ارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.3% بما يعادل 20 سنتًا لتصل إلى 65.12 دولارًا. هذه الزيادات قابلتها ارتفاعات مماثلة خلال جلسة يوم الأربعاء إذ سجلت مكاسب يومية بلغت ما يقارب 1%.
البيانات الصادرة تشير إلى نمط إيجابي يعكس صلابة الطلب الأمريكي رغم حالة التخبط التي أثرت على السوق بداية الأسبوع الجاري، مما يعزز ثقة المتعاملين ويعيد التركيز على النمو المستدام بدلاً من المخاوف قصيرة الأجل.

انخفاض المخزونات يدعم الأسعار

جاء تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) ليؤكد أن مخزونات الخام تراجعت بنحو 5.8 مليون برميل، متجاوزة توقعات سابقة بتراجع قدره 797 ألف برميل فقط، فيما شهدت مخزونات البنزين انخفاضًا مفاجئًا بواقع 2.1 مليون برميل، في وقتٍ كانت التوقعات تتحدث عن زيادة بـ381 ألف برميل.
يمكن تلخيص البيانات المؤثرة المتعلقة بانخفاض المخزونات كما يلي:

  • تراجع المخزونات الأمريكية للأسبوع الخامس على التوالي
  • زيادة غير متوقعة في استهلاك البنزين مدفوعًا بفصل القيادة الصيفي
  • ارتفاع الطلب على النفط أمام خفض الإمدادات المستمر

التراجع الواضح في المخزون وضع ضغطًا تصاعديًا على الأسعار، مما يجعل الأسواق تتبنى رؤية معززة حول ثبات العلاقات بين العرض والطلب، بجانب آمال المستثمرين بأن التوترات السياسية الإقليمية لن تعيق مسيرة التعافي الاقتصادي.

تحركات أوبك+ وعوامل الإنتاج

من المتوقع أن تتخذ منظمة أوبك+ قرارات استراتيجية بشأن سياسات الإنتاج، إذ أشارت تصريحات رئيس شركة روسنفت الروسية إلى إمكانية تقديم موعد زيادات الإنتاج المقررة للعام المقبل. تحركات الإنتاج تستهدف الحفاظ على التوازن بين قلة المعروض وارتفاع الطلب، وهو ما يتطلب متابعة دقيقة في ظل التعافي التدريجي للنقل وأنشطة الصناعة عالميًا.
وفيما يلي مقارنة مصغرة حول توقعات السياسات الإنتاجية:

العامل التأثير المتوقع
زيادة الإنتاج المبكرة كبح ارتفاع الأسعار
السياسة الحالية استمرار تعزيز أسعار النفط

تصريحات الاتحاد والمحللين تؤكد أن أي قرارات مرتبطة بسياسات الطاقة ستشكل عوامل ضغط أو دفع ديناميكية للأسعار خلال الأشهر المقبلة.

العوامل الجيوسياسية وتأثيرها على النفط

تظل الأوضاع بمنطقة الشرق الأوسط محل ترقب الأسواق، خاصة بعد إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، وهي خطوة اعتبرتها الأسواق هدنة هشة قد تتبخر آثارها سريعًا. إلى جانب ذلك، صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نية الولايات المتحدة تكثيف الضغوط على إيران خلال محادثات مقبلة بهدف إنهاء برنامجها النووي، ولكنه أيضاً لمح إلى احتمال تخفيف القيود الاقتصادية لدعم التعافي الإيراني، مما قد يغير الديناميات بعد فترة من الضغط المستمر.
الاستقرار السياسي المفاجئ بين إسرائيل وإيران انعكس بشكل مباشر على الأسواق لفترة وجيزة، لكنه لم يكن قادرًا على تثبيت أسعار النفط لفترة طويلة، حيث إن العوامل الأساسية المتمثلة في الطلب والمعروض استعادت ريادتها سريعًا.

الحالة الراهنة لأسواق النفط تتسم بالضبابية، حيث تجتمع التوترات الجيوسياسية والقرارات العالمية بشأن الإنتاج لتصوغ مستقبل الأسعار، إلا أن الانخفاض المتواصل في المخزونات الأمريكية يعزز ثقة المستثمرين بجاهزية السوق لمواجهة أي تحديات طارئة، مما يدعم استمرارية التعافي.