«فرصة مميزة» سوق الذهب يتابع شهادة باول وسط توقعات بتحركات جديدة

بعد قرار الهدنة سوق الذهب يترقب شهادة باول وبيانات التضخم الأمريكية

تشهد أسعار الذهب العالمية حالة من الاستقرار الملحوظ مع تسجيل ارتفاع محدود في سعر الأوقية بالأسواق الدولية، ويعد هذا الاستقرار نتيجة واضحة للتغيرات الجيوسياسية، لا سيما عقب إعلان الهدنة بين إيران والكيان المحتل، التي ساهمت بشكل كبير في تهدئة الأجواء المضطربة عالميًا، كما أن هذا الحراك المتوازن تزامن مع تراجع مؤشر الدولار الأمريكي وعوائد السندات في الوقت الذي شهدت فيه أسواق الأسهم العالمية نشاطًا ملحوظًا.

أسعار الذهب في السوق المحلية بعد إعلان الهدنة

شهد سوق الذهب المحلي استقرارًا في الأسعار خلال تعاملات اليوم مقارنة بمستويات الأمس، حيث سجل سعر جرام الذهب عيار 21 نحو 4700 جنيه، بينما ارتفع سعر الأوقية عالميًا بنحو 5 دولارات لتبلغ 3322 دولارًا، وسجل عيار 24 سعر 5371 جنيهًا، بينما بلغ عيار 18 نحو 4029 جنيهًا، وسجل عيار 14 قيمة 3134 جنيهًا، في حين أن الجنيه الذهب استقر عند مستوى 37600 جنيه، وفقًا لما أوضحه المدير التنفيذي لمنصة “آي صاغة” لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، سعيد إمبابي، ويأتي هذا الاستقرار بعد تراجع ملحوظ في الأسعار بالأمس بمقدار 120 جنيهًا.

جدير بالذكر أن السوق العالمية شهدت تراجعًا في سعر الأوقية بنحو 52 دولارًا خلال تعاملات الأمس، حيث افتتحت عند مستوى 3369 دولارًا وأغلقت التعاملات عند 3317 دولارًا، كما أشار “إمبابي” إلى أن إعلان الهدنة ساهم في مراجعة المستثمرين لاستراتيجياتهم الاستثمارية متوجهين نحو أسواق الأسهم ومدفوعين بتوقعات أكثر استقرارًا للأوضاع العالمية.

توقعات الفيدرالي الأمريكي وتأثيرها على أسعار الذهب

تتركز أنظار المستثمرين حاليًا على المستجدات الاقتصادية الأمريكية، حيث تشهد الأسواق حالة من الترقب لقرار الاحتياطي الفيدرالي حول أسعار الفائدة المتوقع خلال الاجتماع المقبل في سبتمبر، هذه التوقعات دفعت البعض إلى الاعتقاد بأن الفيدرالي قد يبدأ في خفض الفائدة قريبًا، خاصةً بعد تراجع مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي إلى 93.0 نقطة خلال يونيو مقارنة بـ 98.4 نقطة في مايو، ما يعكس درجة من القلق لدى المستهلكين بشأن مسار الاقتصاد الأمريكي.

في هذا السياق، ألقى جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، مؤخرًا شهادته أمام الكونجرس التي استمرت على مدى يومين، حيث أشار إلى أن الضغوط التضخمية رغم تقلبها ما زالت تحت السيطرة نسبيًا، وعلى الرغم من ذلك، أكد باول أن اتخاذ أي قرار بشأن خفض الفائدة لا يزال مسألة تحتاج للمزيد من التقييم، كما أن أي تدهور في سوق العمل الأمريكي سيكون عاملاً رئيسيًا يؤثر في قرارات الفيدرالي المستقبلية.

وأوضح باول أيضًا أن الرسوم الجمركية الأخيرة قد تضيف أعباءً تضخمية على المدى القصير، وقد تظهر هذه التداعيات في البيانات الاقتصادية التي تصدر الأشهر القادمة، وهو ما يضاعف من تعقيد المشهد الاقتصادي بالنسبة لقرارات السياسة النقدية الأمريكية.

• ترقب المستثمرين لبيانات نفقات الاستهلاك الشخصي الأمريكي المقرر إصدارها يوم الجمعة.
• رصد أي تدهور محتمل في سوق العمل الأمريكي وتأثيره المتوقع على أسعار الذهب.
• التغيرات المستقبلية في مؤشرات التضخم كعامل رئيسي لتوجهات السوق.
• مراقبة سياسات الفيدرالي وخططه لخفض أسعار الفائدة.

مقارنة بين عوامل الاستقرار والتحديات بالنسبة لسوق الذهب

لم تكن التحركات الأخيرة في سوق الذهب بمعزل عن المؤثرات العالمية والإقليمية التي أعادت تشكيل مسار السوق خلال الأيام الماضية، حيث تضمنت هذه العوامل مزيجًا من التحفيز الناتج عن استقرار الأوضاع الجيوسياسية والتحديات الاقتصادية المستمرة، ولتوضيح هذا بشكل أكبر يمكننا الاستعانة بالجدول التالي الذي يعرض أبرز العوامل المؤثرة:

عليه، تشير هذه التفاعلات إلى استمرار الذهب في مرحلة من التوازن المؤقت بين الهدوء الجيوسياسي وضبابية السياسة النقدية الأمريكية، وما يجعل السوق أكثر ترقبًا هو التباين الراهن للبيانات الاقتصادية، إذ قد تفتح بيانات التضخم القادمة احتمالات جديدة بشأن خفض الفائدة الفيدرالية، ما يعزز الإقبال على الذهب عالميًا.