صدمة في الوسط الفني الآن وفاة عماد محرم والسبب غير متوقع تفاصيل الجنازة

فقدت الساحة الفنية اليوم واحدًا من أبرز رموز التمثيل في مصر، إذ أعلن نجل الفنان القدير عماد محرم، سليم عماد محرم، عن وفاة والده صباح هذا اليوم الموافق 25 يونيو 2025، بعدما مرّ بمأساة صحية طويلة. تعرّض عماد محرم لجلطة دماغية ثانية لم يستطع جسده أن يتحملها، مما جعل الوسط الفني والجمهور أمام خسارة كبيرة لنجم لطالما أبدع في أدواره على مدار عقود طويلة. وقد ذكر الابن في منشور مؤثر أن صلاة الجنازة ستُقام في مسجد الشرطة بعد صلاة الظهر.

علامة مميزة في أدوار الشر

لطالما كان اسم عماد محرم مرتبطًا بأدوار الشر التي برع فيها بشكل أذهل الجمهور، حيث استطاع أن يبني قاعدة جماهيرية رغم أنه لم يكن يقدم الشخصيات الطيبة، بل على العكس اشتهر بشخصيات حادة وشديدة القسوة. وكان أبرز ما قدمه على الإطلاق دوره في فيلم “العفاريت” إلى جانب النجم عمرو دياب، حين أضاف ببراعة تفاصيل تجعل شخصيته محفورة في أذهان الناس. لا يمكن كذلك نسيان أدواره في أفلام أخرى مثل “الباطنية” و”الكيف”، حيث أخرج عبرها طاقات تمثيلية لافتة، جعلته محط أنظار جيلين من عشاق السينما المصرية. وقد كان آخر أعماله ظهورًا مشرفًا في مسلسل “عوالم خفية”، حيث شارك الزعيم عادل إمام بمشهدية أعادت للأذهان طاقته الفنية رغم التحديات الصحية التي عاشها في سنواته الأخيرة.

محطات مرضية مؤلمة

لم تكن الحياة الصحية للفنان الراحل سهلة في سنواته الأخيرة، فقد شهدت حالته الصحية تدهورًا ملحوظًا منذ عام 2020، حين نُقل أكثر من مرة إلى المستشفى بسبب أزمات قلبية متكررة. وكانت لحظاته الأصعب حين أصيب بجلطة دماغية أولى ظل يكافح تداعياتها في السنوات الماضية، إلى أن باغتته الجلطة الثانية، التي من الواضح أنها أنهيت صموده الطويل. هذه الأزمات الصحية المتعاقبة أثارت قلق جمهوره ومحبيه، الذين تابعوا أخباره ببالغ القلق والحزن، خاصة بعد ظهوره الأخير وقد بدت عليه معالم التعب رغم روحه المرحة التي رافقته دائمًا.

تفاصيل مراسم الوداع

وفقًا لما أعلن عنه نجل الفنان الراحل، ستُنقل جنازة عماد محرم ظهر اليوم من مسجد الشرطة، حيث ستتم صلاة الجنازة بحضور عدد من الفنانين وأفراد عائلته، الذين حرصوا أن تكون لحظات الوداع الأخيرة بالشكل الذي يليق بمسيرته الفنية الحافلة. بعد ذلك، سيتم دفنه بإحدى مقابر العائلة، في مشهد يتوقع أن يضم مجموعة كبيرة من عشاق الفن المصري ورموزه، الذين جاءوا لتقديم التعازي والمشاركة في رحلة الوداع الأخيرة.

إرث لا يُنسى

يترك الفنان الراحل خلفه مكتبة تملؤها الأعمال التي لا تزال تثري الذاكرة السينمائية، فقد كان رمزًا حقيقيًا لأدوار الشر التي لا تُنسى. ورغم أن أدواره غالبًا ما جلبت الكراهية لشخصياته، إلا أنها كانت السبب ذاته في حب الجمهور لأدائه الاحترافي، الذي جعل من كل مشهد بصمة خاصة. أدواره لم تكن مجرد تمثيل، بل كانت انعكاسًا للدقة والاحتراف الذي جعله يتفرد في هذا الفن.

لم يكن عماد محرم مجرد فنان، بل كان مدرسة فنية قائمة بذاتها، استطاع أن يصنع لنفسه مكانة استثنائية في قلوب المشاهدين. سيبقى اسمه حاضرًا في كل مناسبة تُعرض فيها أعماله، وسيظل مصدر إلهام للأجيال القادمة من الممثلين الذين يحلمون بالوصول لهذا القدر من الحرفية. السنوات قد تمضي، والأدوار تُنسى، لكن فنانًا مثل عماد محرم سيظل خالدًا، بكل ما قدّمه.