«تقنية مبتكرة» الرادار الكمومي يكشف تطورًا مذهلًا في رصد الطائرات الشبحية

الرادار الكمومي يفتح أفقاً جديداً لرصد الطائرات الشبحية، حيث أكد رئيس الجمعية الفلكية الأردنية عمار السكجي أن التطورات التكنولوجية في علوم الكم والفيزياء قد أثبتت جدواها في المجال العسكري والدفاعي، مشيراً إلى أهمية نظم الرصد الكمومي في تجاوز العقبات التقنية للرادارات التقليدية، ومواجهة التهديدات مثل الطائرات الشبحية والصواريخ الفرط صوتية.

الرادار الكمومي: مفهوم متطور لرصد الطائرات الشبحية

الرادار الكمومي يعتمد على استخدام تقنيات متقدمة مستمدة من مبادئ الفيزياء الكمومية، مثل التشابك الكمومي ومبدأ عدم التحديد لهايزنبرغ، ما يمنحه قدرات فريدة في مراقبة الأجسام ذات الانعكاسية المنخفضة، الطائرات الشبحية تعتمد على تصميمات هندسية ومواد تقلل من كفاءة التقاط الإشارات الكهرومغناطيسية؛ مما يجعل تتبعها عبر الرادارات التقليدية أمرًا بالغ الصعوبة، أما الرادارات الكمومية فتولد أزواج من الفوتونات المترابطة، حيث يتم إرسال أحد الفوتونات نحو الهدف وتُحتفظ بالآخر مرجعاً للمقارنة بعد انعكاس الإشارة، مما يسمح بالحصول على بيانات دقيقة حتى في بيئات ذات ضوضاء إلكترونية عالية.

مع دخول عصر الصواريخ الفرط صوتية، باتت الأنظمة التقليدية للدفاع الجوي غير قادرة على مجاراة التحديات التي تفرضها هذه التقنيات، حيث تصل سرعاتها إلى أكثر من 25 ماخ، أي حوالي 30 ألف كيلومتر في الساعة، مما يزيد من صعوبة رصدها واعتراضها باستخدام تقنيات الرادار الكلاسيكية، هذه الحاجة دفعت العديد من الدول إلى توجيه استثماراتها نحو تطوير أنظمة الرادار الكمومي، وتحقيق قفزة نوعية نحو كفاءة الكشف والدفاع.

مزايا الرادار الكمومي مقارنة بالأنظمة التقليدية

تبنى الرادارات الكمومية على مزايا متقدمة تجعلها تتفوق على أنظمة الكشف التقليدية، أهمها القدرة على كشف الأهداف الشبحية ذات المقطع العرضي الراداري المنخفض، إضافة إلى مقاومتها العالية للتشويش الإلكتروني والخداع، وتعتمد هذه الأنظمة على استخدام إشعاع منخفض يجعل من الصعب رصدها أو تعطيلها، هذا فضلاً عن إمكانية تشغيلها عبر نطاق واسع من الترددات يمتد من الميكروويف إلى الضوء المرئي؛ مما يوسع آفاق تطبيقها في سيناريوهات متعددة.

إلى جانب ما سبق، يمكن دمجها مع تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل الأنماط المعقدة، مما يُساهم في تحديد المسارات أو التهديدات المستقبلية بشكل فوري، هذا التكامل يعزز عمليات الدمج بين الحساسات المتعددة لتوحيد البيانات، سواء كانت الإشارات الصادرة من رادارات فضائية، أو نظم المراقبة الجوية المتقدمة.

• تحديد الأهداف الشبحية بكفاءة كبيرة
• مقاومة التشويش والهجمات الإلكترونية
• القدرة على العمل باستخدام إشعاعات منخفضة لا يمكن كشفها
• دعم التشغيل الفوري عبر نطاقات تردد مختلفة

ومع ذلك، تواجه تلك الأنظمة تحديات تقنية مرتبطة بتوفير فوتونات مترابطة بمعدلات إنتاج عالية، وتطوير كواشف متقدمة قادرة على معالجة البيانات لحظياً، ناهيك عن الحاجة إلى إدماجها مع البنية التحتية الحالية للجيوش الحديثة، مما يتطلب تعاونا كبيراً بين المختبرات العلمية والجهات العسكرية للوصول إلى نتائج عملية أكثر تطوراً.

التطبيقات العسكرية المستقبلية للرادار الكمومي

أشارت تقارير حديثة إلى أن الصين خطت خطوات متقدمة في هذا المجال، حيث تمكنت شركتها CETC من الكشف بنجاح عن أول نموذج للرادار الكمومي القابل للبرمجة، قادرة على مواجهة التحديات المعقدة في البيئات الإلكترونية، دول أخرى مثل كندا وألمانيا وفرنسا أيضاً دخلت مضمار السباق عبر تطوير نظم تعتمد على الموجات الميكروويفية الكمومية، كما تعد المزايا الاستراتيجية لهذه الأنظمة بمثابة تحول جذري في رسم سياسات الردع العسكري.

تبني القدرة الكمومية في مجالات الدفاع الجوي يفتح الباب لتطورات أخرى مثل استخدام الذكاء الاصطناعي في تعزيز دقة الرصد وسرعة اتخاذ القرار، إذ يتمكن من تحليل كم هائل من البيانات في الزمن الحي، مما يتيح التعرف على التهديدات في لحظات حرجة، ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل تسهم أيضاً تقنيات التعلم العميق والدمج بين الحساسات المختلفة في التوصل إلى قراءة أوضح وأدق لأي تهديد محتمل.

بينما يمثل الرادار الكمومي مستقبل أنظمة الكشف، فإن هذا التقدم لا يخلو من تحديات تتعلق بدمج التقنية مع نظم القيادة والتحكم العسكري، إلا أن فرص النمو في هذا المجال لا تزال واعدة، خاصة مع التجارب المستمرة والتعاون بين الفيزيائيين والمطورين العسكريين للوصول إلى رؤية تقنية موحدة تعزز التفوق العملياتي.