«هبوط مفاجئ» أسعار الذهب اليوم تسجل خسائر كبيرة عالميًا وفي السوق المصري

انخفاض أسعار الذهب العالمي

انخفضت أسعار الذهب العالمي اليوم بشكل ملحوظ، لتسجل أدنى مستوى لها في أسبوعين تقريبًا، وسط تحسن شهية المخاطرة لدى المستثمرين في الأسواق المالية، حيث جاء ذلك عقب إعلان وقف إطلاق النار بعد 12 يومًا من الصراع بين إيران والكيان الصهيوني، إذ أثر ذلك مباشرة على الطلب على أصول الملاذ الآمن مثل الذهب، مما دفع سعر أونصة الذهب للهبوط.

تراجع أسعار الذهب وتأثير وقف إطلاق النار

شهدت أسواق الذهب العالمية انخفاضًا ملموسًا اليوم مع انخفاض سعر الأونصة بنسبة 1.2% ليسجل 3316 دولارًا بعد أن افتتحت التداولات عند 3358 دولارًا، وسادت حالة من التهدئة في طلبات الشراء على أصول الملاذ الآمن، حيث فقدت عملية تسعير الذهب جزءًا كبيرًا من الدعم الجيوسياسي، وذلك بفضل وقف إطلاق النار بين إيران والكيان الصهيوني، والذي دعمه إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إضافة إلى قبول الكيان الصهيوني لهذا الاقتراح، ساهم هذا التطور في تعزيز الأسهم العالمية وأضعف أسعار النفط والذهب في الوقت ذاته.

إلى جانب ذلك، فقد ارتفع مستوى الجرأة الاستثمارية في الأصول ذات المخاطر العالية مثل الأسهم بسبب غياب المخاوف الجيوسياسية، وما زاد من الضغط على الذهب هو التراجع الملحوظ في قيمة الدولار الأمريكي مقابل العملات الأخرى مما زاد من تعقيد الأوضاع بالنسبة لأسعار المعدن الأصفر.

تأثير الأسواق الأمريكية والأوروبية على أسعار الذهب

من الملفت أن صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب تشهد استمرارًا نسبيًا في امتلاك الذهب الفعلي، حيث أفاد مجلس الذهب العالمي بارتفاع التدفقات النقدية إلى هذه الصناديق للأسبوع الخامس على التوالي مسجلة نحو 15.8 طنًا، حيث جاءت حصة الولايات المتحدة منفردة بمقدار 15.5 طن، في حين أضافت الصناديق الأوروبية نحو 1.8 طن، في المقابل، فقد شهدت الأسواق الآسيوية انخفاضًا بمقدار 1.6 طن من التدفقات الخارجة.

هذا التباين الإقليمي يعكس التوجهات المختلفة في شهية المخاطرة والاستثمار، حيث تميل الأسواق الغربية إلى تعزيز استثماراتها في الذهب كمخزون استراتيجي، بينما تتراجع الأسواق الآسيوية نتيجة أولويات استثمارية أخرى، ومع ذلك، فإن التراجع الإجمالي للدولار الأمريكي كان له دور في رفع احتمالية التخفيف من حدة بعض خسائر الذهب في الأسواق العالمية.

أسعار الذهب في مصر وعلاقتها بالسوق العالمي

على المستوى المحلي، تفاعل السوق المصري مع الانخفاض الكبير في أسعار الذهب عالميًا، حيث انخفض سعر الذهب عيار 21، الأكثر انتشارًا، إلى 4715 جنيهًا للجرام، بعد أن افتتح تداولاته عند 4810 جنيهات، ويعزى هذا الانخفاض الحاد إلى تأثير السوق العالمي مباشرة، فضلًا عن انخفاض سعر الدولار الأميركي مقابل الجنيه المصري، مما دفع العملة المحلية إلى دعم إضافي.

هذا التراجع المحلي في أسعار الذهب أصبح أيضًا مرآة للتطورات السياسية والاقتصادية الإقليمية والعالمية، كما أن ارتفاع مؤشرات البورصة المصرية بنسبة 2% نتيجة التهدئة الجيوسياسية ساهم في تقليل الطلب المحلي على الذهب كاستثمار قصير الأجل، مما عمّق الاتجاه الهبوطي في سعره.

• طلب قوي على الذهب من أصول استثمارية غربية.
• تأثير سلبي لوقف إطلاق النار على دعم الذهب كملاذ آمن.
• تأثير متزايد لتغيرات أسعار العملات على السوق المحلي.
• تقلب الأسعار مدفوع بالتوترات الجيوسياسية.

هذه المعطيات تشير إلى استمرار الذهب في التأرجح بين كونه ملاذًا آمنًا ورهينة لتغيرات سياسية واقتصادية، ويبقى المستثمرون حذرين في توقعاتهم للتحرك المقبل للمعدن النفيس.