«فرصة مثيرة» الذهب اليوم يرتفع عالميًا نتيجة التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط

ارتفع سعر الذهب مع تصعيد إسرائيل هجماتها على إيران، حيث انعكست التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في المنطقة على السوق العالمي. في يوم الاثنين، قفز سعر السبائك بنسبة 0.8% ليبلغ حوالي 3400 دولار للأونصة، ما يعكس الطلب المتزايد على هذا المعدن الثمين كاستثمار آمن وسط المخاوف من احتمالية اندلاع حرب أوسع نطاقاً.

ارتفاع سعر الذهب وسط تصعيد التوترات بين إسرائيل وإيران

التوتر بين إيران وإسرائيل شهد تصعيداً إضافياً مع شن الأخيرة لهجمات جديدة داخل إيران، وبدورها تعهّدت طهران بالرد “بشكل متناسب وحاسم” على الضربات العسكرية الأميركية التي استهدفت منشآتها النووية نهاية الأسبوع. هذا التصعيد تزامن مع إطلاق إيران لصواريخ باتجاه إسرائيل، فيما أظهرت المؤشرات الجيوسياسية أنه لا توجد نوايا للتهدئة في الوقت الراهن، مما أثار قلق الأسواق العالمية حول تأثير امتداد النزاع إلى صراعٍ إقليمي شامل.

الأعمال العدائية الكبيرة دفعت المستثمرين للبحث عن الأمان، وساهم ذلك في انتعاش سوق المعادن الثمينة، حيث يُعتبر الذهب دائماً ملاذاً آمناً يلجأ إليه المستثمرون في أوقات عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي. النقطة الأبرز التي لفتت الانتباه كانت الارتفاع المستدام في سعر السبائك الذي وصل إلى نسبة 30% هذا العام، مما يبرز أهمية هذا المعدن كوسيلة تحوط فعالة ضد المخاطر المتزايدة.

عوامل تدفع لارتفاع سعر الذهب وتُحد من استمرارية صعوده

رغم أن الذهب يشهد زخمًا بفضل التوترات في الشرق الأوسط، إلا أن هناك عوامل متداخلة يمكن أن تؤثر على استدامة الارتفاع. التضخم الناتج عن ارتفاع أسعار الطاقة يمثل تهديداً؛ فذلك ممكن أن يؤدي إلى تقلص فرص تخفيف الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لأسعار الفائدة، وهو ما يضعف موقف الذهب أمام العملات التي تدفع فوائد مستمرة مثل الدولار. مع الوضع الراهن، يعتمد استمرار الإقبال على الذهب على ثلاث عوامل رئيسة:

• اتساع نطاق الصراع الإقليمي في الشرق الأوسط وتأثيراته الاقتصادية.
• التضخم الناجم عن ارتفاع أسعار النفط والطاقة.
• قرارات البنوك المركزية العالمية بشأن أسعار الفائدة.

لحظة التباين بين دعم الذهب كملاذ آمن وتأثير التضخم والإجراءات النقدية المعاكسة تكشف عن طبيعة حساسة للسوق، حيث تُعد حالة التماسك في أسعاره رهن بتطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية المفاجئة.

تحليل جدول يوضح تأثير التوترات الجيوسياسية على سعر الذهب

إن تقلب الأسعار في أسواق الذهب وباقي المعادن الثمينة يعتمد بشكل رئيس على الأحداث الجيوسياسية. فيما يلي جدول يُبرز نظرة مقارنة على دور الأحداث السياسية في التأثير على أسعار الذهب مقابل عوامل أخرى:

هذا النوع من التأثيرات يجعل الذهب أكثر حساسية للأحداث العالمية مقارنة بمعادن أخرى، إذ يرتبط ارتفاعه بشكل مباشر بازدياد المخاطر السياسية والاقتصادية. الطبيعة المحفوفة بالمخاطر الحالية تجعل من الصعب التنبؤ بمسار الأسعار إلا عبر متابعة التطورات المستمرة.

في هذه الأثناء، تحافظ الأسواق على ترقبها لأي إشارات بشأن تهدئة الوضع أو تصعيده أكثر، مع بقاء الذهب الخيار الأول للمستثمرين الباحثين عن الاستقرار.