«صخب مذهل» كأس العالم للأندية يشعل حماس الجماهير رغم خلو الملاعب

ربما أشعلت جماهير الفرق العربية وأميركا الجنوبية الحماس خلال كأس العالم للأندية لكرة القدم 2025، لكن على الرغم من ذلك، لم تكن الأجواء الاحتفالية حاضرة في جميع المدن الأميركية التي استضافت مباريات البطولة، حيث شهدت بعض المباريات حضورًا جماهيريًا ضعيفًا مقارنة بتوقعات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الذي كان يأمل في تعزيز شعبية اللعبة عالميًا من خلال هذه النسخة الموسعة.

جماهير كأس العالم للأندية 2025: حماس بوكا جونيورز ينير الملاعب

كانت جماهير بوكا جونيورز الأرجنتيني مشهدًا بارزًا في هذه النسخة، حيث تمكنت من تحويل ملعب هارد روك إلى “البومبونيرا”، ملعبهم الأصلي في بوينس آيرس. امتلأت مدرجاته بحماس 55,574 مشجعًا أثناء مباراة بوكا مع بنفيكا على الرغم من المسافة البعيدة، واستمر هذا الحماس في مواجهة بايرن ميونخ التي شهدت 63,587 فردًا وسط أجواء نارية. تصريحات مدربي الفرق، وعلى رأسهم فينسن كومباني مدرب بايرن ميونخ، أثنت على هذه الأجواء الرائعة التي تضفيها جماهير بوكا على اللعبة.

أما الأجواء المدهشة لم تتوقف عند جماهير بوكا، ففي ملعب هارد روك، تجمعت الجماهير لمتابعة حضور ليونيل ميسي مع إنتر ميامي، وزيارات ريال مدريد، مما جعل متوسط الحضور الجماهيري يصل إلى 60,626 فردًا، وهو رقم كبير مقارنة بطبيعة التناقض الشائع تجاه كرة القدم في الولايات المتحدة.

ضعف الحضور الجماهيري يثير التساؤلات

على الرغم من بيع 1.5 مليون تذكرة مع بداية البطولة، إلا أن العديد من المدن الأميركية واجهت صعوبة في جذب الجماهير، حيث شهدت مباريات مثل أولسان وماميلودي صن داونز حضورًا لا يتجاوز 3412 مشجعًا في ملعب يتسع لأكثر من 25,000 متفرج في مدينة أورلاندو. بشكل مشابه، استقبل ملعب سينسيناتي تواجدًا ضعيفًا في مباراة باتشوكا وسالزبورغ بـ5282 مشجعًا فقط، على الرغم من أن سعته تصل إلى 26,000، مما يسلط الضوء على تحديات كبيرة للمنظمين في ملء المقاعد في الملاعب الضخمة متعددة الاستخدامات.

لكن على الجانب الآخر، شهدت ملاعب كبرى مثل روز بول في لوس أنجلوس حضورًا غير مسبوق بـ80,619 مشجعًا بمباراة باريس سان جيرمان ضد أتلتيكو مدريد، مما يبرز التباين الواضح في اهتمام الجماهير بين المدن المختلفة، حيث تعتمد الأرقام بشكل كبير على نوع المباريات وأسماء الفرق المشاركة.

الجماهير العربية: الشغف الذي لا يخبو

على الرغم من النتائج المتفاوتة للفرق العربية في البطولة، إلا أن جماهيرها أثبتت شغفها الدائم بحضور كبير ودعم مستمر لفرقها في مختلف المباريات، حيث ظهر ذلك بوضوح في مشاهد الجماهير التي رفعت الأعلام وغنت لدعم فرقها مثل الأهلي المصري، الوداد المغربي، العين الإماراتي، والترجي التونسي، بالإضافة إلى الهلال السعودي الذي جعل الأجواء أكثر حماسًا في كل مرة شارك فيها. لقد كانت تلك الجماهير قصة نجاح حقيقية تمتزج بين دعم الفرق المحلية والتواصل الثقافي الكروي مع البطولة.

دروس مستفادة في التنظيم للمستقبل

مع اقتراب استضافة الولايات المتحدة لكأس العالم 2026، تبقى الدروس المستفادة من كأس العالم للأندية 2025 فرصة ذهبية للمنظمين لاختبار الملاعب والبنية التحتية واستيعاب التحديات التي تسبب الفجوات في الحضور الجماهيري، بالإضافة إلى العمل على استقطاب السكان المحليين الذين لا يتمتعون بشغف كبير تجاه كرة القدم مقارنة بالأميركيين الجنوبيين والعرب.

تعكس هذه النسخة حالة من التنافس الاستثنائي والمفاجآت المثيرة التي قد تمنح البطولة زخمًا كبيرًا في نسخها المستقبلية، حيث يبقى حضور الجماهير المليء بالشغف العامل الأبرز في نجاح البطولات العالمية.