«قفزة كبيرة» النفط يرتفع بقوة عقب مخاوف من إغلاق مضيق هرمز

خوفًا من إغلاق مضيق هرمز، تشهد أسواق النفط ارتفاعًا مثيرًا في الأسعار، وسط قلق متزايد بشأن تعطل الإمدادات العالمية بعد تنفيذ الولايات المتحدة بالتعاون مع إسرائيل ضربات عسكرية ضد منشآت نووية في إيران، حيث سجّل خام برنت قفزة بنسبة 2.49% ليبلغ 78.93 دولارًا للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 2.56% ليصل إلى 75.73 دولارًا.

التوترات بين الولايات المتحدة وإيران تدفع النفط للارتفاع

تصاعدت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ خمسة أشهر بعد تصريحات للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أعلن فيها مداهمة مواقع نووية إيرانية رئيسية على خلفية التحالف العسكري الأمريكي الإسرائيلي. تصاعد الصراع الإقليمي مع إيران دفع طهران للتهديد بإغلاق مضيق هرمز، الذي يُعد ممرًا حيويًا لـ20% من تجارة النفط عالميًا، مما أثار قلقًا شديدًا بين الدول المستوردة والشركات المتعاملة في المجال النفطي، وقد شهدت الأسواق حركة تداول عنيفة، على خلفية مخاوف من نقص فعلي للإمدادات على صعيد عالمي.

وحذر الخبراء من احتمالات تصعيد عسكري قد يؤدي إلى تعطيل التجارة النفطية بصورة كبيرة، حيث أن مضيق هرمز يلعب دورًا استراتيجيًا في نقل النفط، خاصة للدول الآسيوية الكبرى كالصين والهند.

تراجع المخاوف يدفع الأسعار نحو استقرار نسبي

بعدما بلغت أسعار خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط أعلى مستوياتها، عند 81.40 دولارًا و78.40 دولارًا على التوالي، تراجعت الأسعار بشكل طفيف، مدفوعة بجني الأرباح من قبل المستثمرين المشتركين في الأسواق. التقارير الواردة من إيران عن موافقة البرلمان الإيراني على إغلاق محتمل للمضيق، عززت القلق مسجلة تأهبات واسعة النطاق داخل أسواق الطاقة، فيما أشارت تحليلات إلى محدودية البدائل حال حدوث تعطيل فعلي.

لجأ عدد من التجار لاستغلال هذه القفزة السريعة في زيادة الطلب على وقود الطائرات وأنواع الوقود النفطي الأخرى، إلا أن هذا الارتفاع الحاد قوبل بعودة جزئية للمخاوف حول إمكانية استمرار انقطاع الإمدادات طويل الأمد، ومع ذلك ثمة دلائل على تعافي تدريجي.

توقعات مستقبلية حول أسعار النفط ومخاطر الإغلاق

رجّح بنك جولدمان ساكس أن تصل أسعار برنت إلى 110 دولارات للبرميل في حال تدهورت التدفقات النفطية عبر مضيق هرمز بنسبة 50% لمدة شهر، مع احتمال انخفاضها قليلًا لاحقًا، ومع استمرار تداعيات الضربة الأمريكية المحتملة. وقد سلطت هذه التوقعات الضوء على أهمية التخطيط البديل للدول والشركات النفطية فيما يتعلق ببعض المخاطر المتوقعة التي تشمل:

• تعطيل شحنات النفط وعدم دخول السفن للمضيق
• ارتفاع كلفة التأمين البحري على ناقلات النفط
• احتمال استهداف منشآت أو بنى تحتية بديلة
• تفاوت الطلب العالمي جراء المخاوف الجيوسياسية

تشير الأزمات الراهنة المحيطة بمضيق هرمز إلى هشاشة الأسواق أمام أية تغييرات مفاجئة أو تصعيدات عسكرية محتملة في المنطقة، ما سيبقي أسواق النفط في حالة ترقب دائمة.