شوف الحكاية.. مازيراتي تعاني من تراجع كبير في مبيعاتها

تعد مازيراتي واحدة من أبرز العلامات التجارية الإيطالية في عالم السيارات الفاخرة، لكنها تواجه تحديات كبيرة تهدد مكانتها في السوق العالمي. انحدار المبيعات الذي تشهده العلامة يبدو أنه ليس مجرد تحدٍ عابر، بل يمثل اختبارًا حقيقيًا لقدرتها على البقاء والتأقلم مع متغيرات السوق؛ إذ سجلت انخفاضًا حادًا بنسبة 48% في مبيعات الربع الأول من عام 2025 مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق.

انخفاض مبيعات مازيراتي وتحديات عام 2025

تمر مازيراتي بأزمة ممتدة أثرت على أدائها العام بشكل ملحوظ؛ فقد سجلت مبيعاتها خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2025 حوالي 1,700 سيارة فقط، وهو ما يعد تراجعًا تاريخيًا لعلامة السيارات الفاخرة. وصف الرئيس التنفيذي الجديد سانتو فيسيلي هذه السنة بـ”الكارثية”، لكنه أكد أن خطته لإعادة هيكلة العلامة تهدف إلى تحقيق ربحية مستدامة بحلول عام 2026، وتشمل النقاط الرئيسية في الخطة تحسين التسويق، خفض التكاليف التشغيلية، وبناء هوية جديدة تعكس جوهر العلامة.

الفرق بين مازيراتي ومنافسيها في السوق

لم تقتصر الأزمة على أرقام المبيعات فقط، بل ظهرت مقارنة محرجة بينها وبين منافسيها المباشرين؛ فبينما عانت مازيراتي من تراجع حاد، حققت فيراري نموًا بارزًا على الرغم من أسعارها المرتفعة جدًا. تراجعت مبيعات مازيراتي الإجمالية إلى 11,300 سيارة في عام 2024، بانخفاض بلغ 57% مقارنة بـ2023. في المقابل، تفوقت فيراري بالاعتماد على استراتيجية قوية تعتمد على الحصرية والجودة.

التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه مازيراتي

لا تقتصر أزمة مازيراتي على المنافسة المحتدمة فحسب، بل تتداخل معها تحديات خارجة عن إرادة الشركة. من أبرزها الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب على السيارات الأوروبية، مما أثّر سلبًا على حصتها في السوق الأمريكية، التي تعد واحدة من أكبر مصادر إيراداتها. بالإضافة إلى ذلك، تعاني الشركة من تحديات داخلية تتمثل في ضعف شبكتها التسويقية والمشكلات الإدارية المتوارثة، ما دفع تكتل ستيلانتيس للاستعانة بشركات استشارية من أجل دراسة مستقبلها.

بينما تسعى مازيراتي للنهوض من هذه الأزمة، يبقى السؤال هل ستنجح إجراءاتها التصحيحية في استعادة مجدها السابق؟ الوقت فقط هو من سيكشف عن القدرة الحقيقية لهذه العلامة العريقة في مواجهة الضغوط الواضحة داخليًا وخارجيًا.