«الجماهير تكتسح مونديال الأندية فهل تتكرر الأزمة في كأس العالم»

كأس العالم للأندية في الولايات المتحدة: الحضور الجماهيري وتحديات التنظيم
كأس العالم للأندية في الولايات المتحدة أثار تساؤلات عديدة حول الحضور الجماهيري وتأثيره على البطولة، فرغم التوقعات بأن تكون هذه النسخة حدثًا بارزًا يجذب محبي كرة القدم من مختلف دول العالم، كانت المشاهد على أرض الواقع مختلفة تمامًا، حيث أظهرت الملاعب الأمريكية مساحات شاسعة خالية، ما عكس مشكلة تحتاج إلى معالجة فورية لضمان نجاح المنافسات الرياضية المقبلة.

كأس العالم للأندية وأزمة المقاعد الفارغة

خلال الأسبوع الأول لانطلاق كأس العالم للأندية في الولايات المتحدة، واجهت البطولة مشهدًا غير مألوف في الملاعب، فعلى الرغم من سعة الملاعب الكبيرة وتوفر التذاكر بأسعار متفاوتة، إلا أن الأعداد الجماهيرية كانت خجولة، على سبيل المثال، في مباراة ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي وأولسان إتش دي الكوري الجنوبي، لم يتجاوز الحضور الفعلي ألف مشجع تقريبًا في مدرجات ملعب إنتر آند كو بأورلاندو، وهو ما وصفه أحد المتابعين بأنه يعيد ذكريات الملاعب الفارغة أثناء فترات الإغلاق.
وفي الوقت الذي سجلت فيه بعض المباريات أرقامًا مشجعة، مثل مباراة بايرن ميونخ ضد بوكا جونيورز التي بلغ فيها عدد الحضور حوالي 63 ألف مشجع، إلا أن هذا التفاوت بين المباريات جعل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أمام اختبار صعب لضمان استقطاب الجماهير في النسخ القادمة، خاصة وأن الولايات المتحدة ستستضيف كأس العالم المقبلة.

العوامل المؤثرة على ضعف الحضور الجماهيري

تباين الحضور الجماهيري في المونديال الأمريكي أثار عدة تساؤلات حول الأسباب المؤدية لهذا الواقع، فهناك العديد من العوامل التي ساهمت في هذا الإقبال الباهت:

  • أسعار التذاكر المرتفعة التي تجاوزت توقعات الكثيرين رغم بعض التخفيضات.
  • ضعف الترويج للمباريات الجماهيرية مقارنة بأحداث رياضية أخرى.
  • تأثير الموقع الجغرافي للملاعب واختيار مدن قد تكون بعيدة عن اهتمام عشاق كرة القدم التقليديين.
  • غياب الأجواء التقليدية التي تميز ملاعب كرة القدم في أوروبا وأمريكا الجنوبية.

حتى المباريات البارزة مثل مواجهة فريق تشيلسي الإنجليزي ولوس أنجليس إف سي، واجهت تحديات في جذب الجماهير، حيث حضر فقط 22 ألف متفرج من أصل 71 ألفًا سعة الملعب، فيما علّق مدرب تشيلسي قائلاً إن أجواء المباراة كانت غريبة بسبب المقاعد شبه الفارغة.

كأس العالم للأندية كمقياس للتحضير لكأس العالم 2026

يعتبر تنظيم كأس العالم للأندية في الولايات المتحدة فرصة لفيفا لاختبار مدى جاهزية الدولة لاستضافة كأس العالم 2026، تُظهر البيانات المتوافرة عن البطولة أن هناك تحديات تحتاج إلى استراتيجيات تسويقية وتنظيمية أكثر تماسكًا، خاصة وأن متوسط الحضور الجماهيري بلغ فقط حوالي 36 ألفًا، في وقت كان مأمولًا أن يتجاوز سقف هذا الرقم، ومع ذلك، كان هناك مباريات شهدت أعدادًا لافتة مثل مباراة باريس سان جيرمان وأتلتيكو مدريد التي جذبت أكثر من 80 ألف مشجع في ملعب روز بول الضخم بلوس أنجليس.

المباراة عدد الحضور
ماميلودي صن داونز وأولسان إتش دي أقل من 1000
باريس سان جيرمان وأتلتيكو مدريد 80,000
بايرن ميونخ وبوكا جونيورز 63,587
تشيلسي ولوس أنجليس إف سي 22,000

ورغم هذه التحديات، فإن عددًا من المباريات تجاوز حاجز الـ40 ألف مشجع، وهو ما يظهر تناقضًا بين المباريات ويرسم صورة غير مستقرة لتفاعل الجماهير مع البطولة، الأمر الذي يعكس مدى الحاجة إلى فهم طبيعة الجمهور الأمريكي والآلية المثلى لجعل كرة القدم رياضة محورية في المنطقة.
لا شك أن كأس العالم للأندية أعطى صورة مبدئية لجاهزية البنية التحتية الأمريكية واحتياجات الجماهير، لكن يبقى أمام المنظمين تحديات كبرى لضمان تنظيم حدث يعكس الشعبية العالمية لهذه الرياضة.