ما تصدقش؟ التغطية الإعلامية للإعاقة بشراكة مع المجتمع المدني والجامعة

تلعب وسائل الإعلام دورًا حيويًا في تكوين تصورات المجتمع حول الإعاقة، خاصة في ظل النقاشات والمنتديات المهتمة بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. من خلال استعراض تحليلي شاركت به الإعلامية إيمان أغوتان، والصحفيون والخبراء، تم تسليط الضوء على الجهود المبذولة لتحسين التغطية الإعلامية، وفهم دور الإعلام في تعزيز الإدماج الاجتماعي والتمثيل الإيجابي لذوي الإعاقة.

تأثير البرامج الحوارية في تغيير التصورات حول الإعاقة

ناقشت الإعلامية إيمان أغوتان، من قناة ميدي TV1، أهمية البرامج الحوارية كأداة فعالة لتغيير الصور النمطية المرتبطة بالإعاقة. أوضحت أغوتان كيف تسهم النقاشات المباشرة في البرامج التلفزيونية بتفكيك القوالب النمطية التي ترسخت في الأذهان حول الأشخاص ذوي الإعاقة، عبر تقديم قضاياهم بطرق تعزز الفهم المجتمعي. كما أشارت إلى ضرورة التركيز على قصص النجاح والمبادرات التي تبرز الإمكانيات الحقيقية للأفراد في وضعية إعاقة، وتحسين المحتوى الإعلامي بطريقة تفاعلية ومبتكرة. شددت كذلك على أهمية إدماج هذه القضايا في النقاشات السياسية والمجتمعية المؤثرة، لتفعيل سياسات شاملة.

دور التكوين الإعلامي في دعم قضايا الإعاقة

خلال النقاشات، أكد مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال على أهمية إعداد صحفيين متخصصين في الإعلام الدامج. تناول أهمية التكوين الأساسي والمستمر للصحفيين، ليتمكنوا من نقل قضايا الإعاقة بأسلوب يعكس الاحترام والموضوعية. أشار إلى الحاجة لإدراج موضوعات تهم الإعاقة في المناهج الدراسية لطلاب الإعلام، بطريقة تعزز معرفتهم بالقضايا الحقوقية، مع التعاون بين المؤسسات التعليمية والمنظمات المعنية لضمان تكوين إعلاميين متمكنين من تقديم محتوى يعزز الإدماج.

الإعلام الرقمي وانعكاساته على الإعاقة

تطرقت السيدة بشرى العمراوي لدور الإعلام الرقمي، وأهميته في دعم قضايا ذوي الإعاقة، مؤكدة أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت منصة فعالة في نشر الوعي والمناصرة. حيث يمكن من خلال الفيديوهات التوعوية، النصوص المترجمة، والتقنيات الحديثة مثل الوصف السمعي، تحقيق تواصل أكبر مع الأشخاص في وضعية إعاقة وتقديم محتوى أكثر شمولية. كما أكدت على أهمية تكييف المحتوى الرقمي ليحقق إنصافًا وعدالة أكبر في تمثيل قضاياهم، سواء عبر المنصات الاجتماعية أو مواقع المؤسسات الإعلامية.

ختامًا، يمثل الإعلام أداة قوية في تغيير المفاهيم التقليدية حول الإعاقة، إذ يمكن بجهود متكاملة بين المؤسسات الإعلامية، الأكاديمية، والمجتمعية تحقيق نقلة نوعية في تعزيز الإدماج، من خلال تركيز أكبر على قصص ملهمة، وتبني خطاب يحترم حقوق الجميع.