جازان الصناعية تخطو بثبات نحو ريادة إعادة التدوير والتكامل الصناعي

تُعد مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية واحدة من أبرز المشاريع التي تبرز التوجه المتقدم للمملكة نحو تحقيق الاقتصاد الدائري والاستدامة البيئية. بفضل التوجه نحو التكامل الصناعي وإعادة تدوير الموارد، تمكنت هذه المدينة من تحقيق نتائج ملموسة، خاصة في قطاع إعادة تدوير المواد الثانوية مثل خبث الحديد، ليتحول من عبء بيئي إلى عنصر أساسي يدخل في عمليات إنتاجية مجدية.

خبث الحديد: نقلة نوعية في إعادة التدوير بمدينة جازان

في إطار مبادرة مبتكرة، تمكّن مصنع “صلب ستيل” بالتعاون مع مدينة جازان من إعادة تدوير خبث الحديد الناجم عن عمليات الأفران الكهربائية. تاريخيًا، كان هذا المنتج الثانوي ضارًا بيئيًا وصعب التخلص منه، ولكن بفضل التقنيات المتقدمة، أصبح يُنقل إلى مصنع أسمنت المنطقة الجنوبية بجازان لاستخدامه كمادة خام. هذه الخطوة لم تقتصر فقط على تحسين الإجراءات التشغيلية بل قللت من الأعباء البيئية بشكل كبير.

الاستخدام الذكي لخبث الحديد بديلاً لخام البيريت

حقق المشروع نجاحاً بارزاً حين تم استخدام خبث الحديد بدلاً من خام “البيريت”، وذلك لما يتمتع به خبث الحديد من خصائص مشابهة على المستويين الكيميائي والفيزيائي. غني بأكسيد الحديد الضروري لإنتاج الأسمنت، ساهم هذا الابتكار في توفير موارد طبيعية مع تخفيض التكاليف وتحسين الكفاءة الصناعية. النتائج لم تكن اقتصادية فقط، بل بيئية أيضًا، حيث تمت إعادة تدوير أكثر من 100 ألف طن من خبث الحديد، مما خفض بشكل كبير من الهدر والانبعاثات الكربونية الناتجة عن العمليات الصناعية.

• تخفيض 50% من التكاليف التشغيلية في مصنع صلب ستيل
• تقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة 40%
• إعادة تدوير كميات ضخمة كانت تُشكل عبئًا بيئيًا
• تحقيق استبدال كامل لخام البيريت بخبث الحديد

مشروع ريادي في الاستدامة الصناعية بالمملكة

ما يجعل هذا المشروع فريدًا هو كونه الأول من نوعه على مستوى المملكة الذي يكرّس مفهوم التكامل الصناعي بهذه الطريقة بين قطاعات الحديد والصلب وقطاع الأسمنت. تمثل هذه الخطوة نموذجًا مشرقًا لاستغلال الموارد الثانوية، حيث يتم تحويل النفايات الصناعية إلى مواد يمكن إعادة استخدامها، مما يعزز من تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.

هذه الخطوات وضعت جازان على خريطة الاقتصاد الدائري الذي يرتكز على تعزيز استمرارية الاستخدام المسؤول للموارد. باستخدام تقنيات حديثة وممارسات مستدامة، أصبحت جازان رمزًا للطموح البيئي والاقتصادي، مبرهنة أن الصناعة يمكن أن تُسهم في الحفاظ على البيئة وتعزيز الربحية في آنٍ معًا. المستقبل يحمل الكثير من الوعود والمشاريع التي تستفيد من التعاون بين الصناعات المختلفة، لتعزيز الاستدامة وتحقيق أهداف المملكة بعزم وثبات.