تعرف على أسعار الدواجن والعوامل الرئيسية التي تؤثر عليها

على الرغم من انخفاض ملحوظ في أسعار الدواجن مؤخرًا مع تراجع الطلب عقب عيد الأضحى، فإن موجة ارتفاع أسعار الغاز عالميًا بسبب الأزمة الإيرانية الإسرائيلية قد تثير القلق بشأن ارتفاع الأسعار مجددًا. تأثير العوامل مثل أسعار الأعلاف، والغاز الطبيعي المستخدم في التدفئة، بالإضافة إلى تكاليف النقل وحجم الطلب على السوق المحلية لا يمكن التغاضي عنه، مما يجعل هذه المعادلة بحاجة إلى حلول شاملة لاستقرار الأسعار.

كيف يؤثر ارتفاع أسعار الغاز على أسعار الدواجن؟

تبقى أسعار الغاز واحدة من أهم العوامل المؤثرة على صناعة الدواجن، وخاصة في فصل الشتاء، حيث يعتمد أصحاب المزارع على الغاز الطبيعي لتدفئة مزارعهم وضمان بيئة صحية للدواجن. ارتفاع أسعار الغاز عالميًا ليس فقط يزيد من تكاليف التدفئة، بل يلقي بظلاله على تكاليف الإنتاج عمومًا، حيث تقل كفاءة إنتاج الأسمدة، ما يؤدي لزيادة تكلفة الأعلاف.

بما أن أسعار الغاز تشكل ضغطًا كبيرًا على القطاع الزراعي عامة وصناعة الدواجن خاصة، فإن المنتجين غالبًا ما يجبرون على رفع أسعار مخرجاتهم النهائية لتعويض الخسائر، مما يثقل كاهل المستهلكين، وبين شبكة معقدة من التكاليف والطلب، تبقى مسألة ضبط الأسعار تحديًا كبيرًا.

دور وزارة الزراعة في ضبط صناعة وتكلفة الدواجن

لإيجاد حلول طويلة الأمد لهذه المشكلة، أصبحت الحاجة ملحة لتنظيم آليات السوق، خاصة في ظل تحكم بعض المحتكرين في أسعار الدواجن داخل السوق المحلية. تفعيل بورصة الدواجن بأفرعها الرئيسية في المحافظات يشكل إحدى الخطوات الضرورية لضبط التسعير. إلى جانب تحقيق الاستقرار في الصناعة، فإن البورصة تخلق نظامًا مستدامًا يوازن بين ضمان أرباح المنتجين والمستهلكين.

في هذا السياق، يتم طرح مقترحات عدة على طاولة النقاش مع وزارة الزراعة لتنظيم تسعير الدواجن، حيث يأتي تحسين نظام الإنتاج والابتعاد عن الفوضى التسعيرية كأولويات ملحة، لهذا يجب التنسيق بين الجهات الحكومية والمنتجين لضمان تسعير عادل للطرفين.

خطوات لضمان استقرار أسعار الدواجن

التحكم في أسعار الدواجن يحتاج إلى وضع سياسات وآليات تحد من تأثير الأزمات الدولية على السوق المحلي. هناك عدة خطوات يمكن تنفيذها لتحقيق هذا الهدف:

  • إعادة العمل ببورصة الدواجن الوطنية لتحديد الأسعار بشكل أكثر عدلاً وشفافية
  • دعم المنتجين بتوفير الغاز الطبيعي بأسعار تنافسية، خاصة خلال فصل الشتاء
  • زيادة الإنتاج المحلي للأعلاف والأسمدة لتقليل الاعتماد على الواردات ذات التكلفة العالية
  • تشجيع صغار المزارعين على دخول السوق عبر دعم حكومي مباشر
  • استثمار البحوث الزراعية لتحسين تقنيات الإنتاج وتقليل الهدر

مقارنة بين تكاليف الإنتاج قبل الأزمة وبعدها

لتوضيح الصورة بشكل أكبر، يمكن عرض مقارنة بسيطة حول تكاليف الإنتاج وتأثير تغير أسعار الغاز:

البند قبل الأزمة بعد الأزمة
تكاليف الغاز 3 آلاف جنيه شهريًا 5 آلاف جنيه شهريًا
تكاليف الأعلاف 50 ألف جنيه شهريًا 65 ألف جنيه شهريًا
سعر البيع 24 جنيه للكيلو 28 جنيه للكيلو

توضح الأرقام أعلاه زيادة واضحة في تكاليف الإنتاج، الأمر الذي يجعل الحاجة لتدخل حكومي وتنظيم السوق أمرًا لا يمكن تأجيله.

العمل على تحسين كفاءة الإنتاج وتخفيض التكاليف سيعزز استقرار السوق على المدى الطويل. هذا سيتطلب جهدًا مشتركاً لجعل السلع متاحة بأسعار مقبولة للمستهلكين وفي الوقت نفسه مربحة للمنتجين. سعر عادل للدواجن ليس مجرد رقم فحسب، بل هو نتيجة تعاون جماعي بين الحكومة، المنتجين، والمستهلكين لتحقيق استقرار يمتد إلى قطاعات أخرى من الاقتصاد.