إسرائيل تغير حساباتها الحرب مع إيران تستمر بلا نهاية والخسائر المدنية تتزايد

تشهد المنطقة توترات سياسية وعسكرية متصاعدة بعدما أعلنت إسرائيل تراجعًا عن تقديراتها بشأن الحرب مع إيران، حيث يبدو أن الأفق الزمني لهذه المواجهة الغامضة بات غير محدد. ومع استمرار التصعيد، ارتفعت الحصيلة المدنية لتضيف وجوهًا أكثر معاناة إلى هذا المشهد المعقد. ماذا حدث حتى الآن؟ وكيف تبدو تداعيات هذه المعركة التي لا تكاد تهدأ؟

إسرائيل تراجع حساباتها: الحرب بلا حدود زمنية محددة

في البداية، كان التوقع الإسرائيلي أن العمليات العسكرية ضد إيران ستنتهي خلال أسبوع واحد، وهو ما صرحت به قواتها المسلحة بكل ثقة. ولكن سرعان ما تغيرت المعادلة مع تصاعد الموقف وانخراط طهران بشكل أعمق في الرد، مما دفع إسرائيل إلى تغيير موقفها بالكامل. مصادر عسكرية ذكرت لصحيفة “هآرتس” أن التقييمات الأولية لم تكن دقيقة، وأن المشهد أكثر تعقيدًا مما كان يُتصور، إذ يبدو أن المقاومة الإيرانية واستراتيجياتها العسكرية شكّلت عائقًا كبيرًا أمام الخطط الإسرائيلية، ليُفقد السيطرة على الجدول الزمني المتوقع.

الهجوم الذي شنته تل أبيب تحت مسمى “الأسد الصاعد” استهدف مواقع مهمة داخل إيران، وهو تصعيد بدأ بشكل مكثف ولم يترك مجالًا للهدوء. ولكن الرد الإيراني السريع من خلال عملية “الوعد الصادق 3” جاء ليغير قواعد اللعبة تمامًا باستخدام صواريخ باليستية ذات التأثير العميق. يبدو أن الطرفين لم يتوقعا أن يجد كل منهما الآخر بهذا الاستعداد والقدرة.

حصيلة القتال تثير صدمة: الخسائر البشرية في تزايد

على الرغم من أن الحديث الدائر غالبًا ما يركز على التحليلات السياسية والعسكرية، فإن الأرقام على الأرض تروي قصة أخرى أكثر حزنًا. وزارة الصحة الإيرانية أعلنت عن حصيلة مؤثرة للغاية للخسائر الناتجة عن الهجوم الإسرائيلي، حيث وصل عدد القتلى إلى 430 شخصًا، تشمل أعدادًا كبيرة من المدنيين، فضلًا عن إصابة ما يزيد عن 3500 آخرين بجروح ذات درجات متفاوتة من الخطورة.

بينما تؤكد الأرقام حجم المعاناة، تبدو الأوضاع داخل المستشفيات والملاجئ أصعب من أن تُوصف. السكان المدنيون يعيشون حالة من الذعر نتيجة استمرار القصف، بينما تحاول المنظمات المحلية والإغاثية تقديم المساعدات وسط صعوبة الوصول إلى المناطق المنكوبة. تُظهر هذه الحصيلة كيف أن المدنيين هم دائمًا من يدفع الثمن الأكبر في أي صراع مهما كانت أهداف الطرفين العسكرية أو السياسية.

تسارع وتيرة التطورات: غموض يلف المستقبل

مع دخول المواجهة يومها العاشر، تتزايد الدعوات الدولية للتهدئة، لكن يبدو أن الطرفين لا يخططان للتوقف في الوقت الحالي. ردود الأفعال السياسية والعسكرية تعكس قلقًا عالميًا من أن تتحول هذه المواجهة إلى حرب شاملة في الشرق الأوسط، وهو السيناريو الذي يخشاه الجميع.

الجداول الزمنية باتت غائبة، وسقف التوقعات يتغير يومًا بعد يوم. من جهة، تواصل إسرائيل تبني موقفها الهجومي، مدعومةً بحلفائها الإقليميين، ومن جهة أخرى، تبدو إيران عازمة على عدم التراجع وإظهار قدراتها الدفاعية والهجومية المتزايدة. في ظل هذا السجال، السؤال الذي يطرح نفسه: إلى أين ستقودنا هذه التطورات؟

العملية الطرف المبادر تاريخ البدء
الأسد الصاعد إسرائيل 13 يونيو
الوعد الصادق 3 إيران 14 يونيو
  • مدة الحرب تجاوزت توقعات المحللين والمخططين العسكريين.
  • ردود الفعل الدولية تُطالب بتهدئة فورية ومحادثات سلام شاملة.
  • احتمالات توسع النزاع لتشمل أطرافًا أخرى قائمة بالفعل.

الأبعاد العسكرية لم تعد تقتصر على تبادل الضربات المباشرة، بل بدأت تدخل في حسابات سياسية ودبلوماسية معقدة. كل هذه المؤشرات تشير إلى استمرارية هذه الجولة من التصعيد، وإلى احتمال أن يتحول الغموض إلى شيء أكثر خطورة إذا لم يتم كبح جماح العمليات سريعًا. ومع كل يوم يمر، يبدو أن الأمل بالتوصل إلى تهدئة يزداد صعوبة، إلا أن المنطقة بأسرها تستحق مستقبلًا أكثر استقرارًا ووضوحًا من هذه الضبابية.