تحذير اليونيسف أطفال غزة يواجهون خطر الموت عطشًا مع نفاد الوقود

تخيّل طفلًا يقف فوق التراب الجاف في غزة، يبحث في كل زاوية عن قطرة ماء تروي عطشه، بينما شمس النهار تحرق الأرض والإنسان معًا. هذا ليس مشهدًا من فيلم درامي، بل واقعٌ أليم يعيشه أطفال قطاع غزة نتيجة الانهيار الكامل لمنظومة المياه وعجز الأهالي عن تأمين الحد الأدنى من احتياجاتهم اليومية، وكل هذا وسط نقص حاد في الوقود الذي يعتبر الشريان الحيوي لتشغيل محطات المياه.

يونيسف: نقص الوقود يهدد أطفال غزة بالموت عطشًا

أصدرت منظمة الأطفال العالمية “اليونيسف” تحذيرًا شديد اللهجة من كارثة تشهدها غزة، حيث يشهد القطاع انهيارًا غير مسبوق في منظومات ضخ ومعالجة المياه. الأطفال هم الضحايا الأكثر تضررًا، إذ يعانون يوميًا من حرمانهم أبسط حقوقهم في الحصول على مياه نظيفة. ذكرت اليونيسف أن أكثر من 60% من محطات إنتاج مياه الشرب توقفت عن العمل بسبب منع السلطات الإسرائيلية دخول الوقود إلى غزة، مما جعل ما تبقى منها على وشك الانهيار الكامل.

ويؤكد جيمس إلدر، المتحدث باسم اليونيسف، أن هذا النقص في المياه يرتبط بشكل مباشر بأزمة غذائية وصحية متفاقمة تهدد حياة آلاف الأطفال. يعاني يوميًا أكثر من 110 أطفال من سوء التغذية الحاد، ويتم نقلهم إلى مراكز متخصصة للعلاج، ومع ذلك فإن الأزمات الإنسانية المتعاقبة تجعل التعافي أمرًا شبه مستحيل.

كيف يؤثر نقص الوقود على الحياة في غزة؟

قطاع غزة يعتمد بشكل كبير على الوقود لتشغيل منشآت المياه ومراكز الرعاية الصحية، ومع استمرار الحصار الذي يتجاوز المئة يوم دون أي شحنات وقود، فإن منظومة الحياة بأكملها باتت مهددة بالتوقف التام. دون الوقود، توقف ضخ المياه، وأصبحت المياه التي تصل إلى منازل الغزيين غير صالحة للشرب أو الاستخدام، مما أدى إلى ارتفاع نسب الأمراض التي تنقلها المياه الملوثة، مثل الإسهال والتهابات الجهاز الهضمي.

تخيل لو أتيح لهم الوقود، لتم تشغيل المحطات، ولتمكنت المستشفيات من استقبال الحالات الطارئة، ولحصل الأطفال على المياه الكافية لنموهم وحياتهم الطبيعية. لكن شحّ الوقود لا يسهم فقط في أزمة المياه، بل يرفع من معاناة كل بيت وكل أم وكل طفل في غزة.

نداء اليونيسف لإنقاذ أطفال غزة

تأتي تحذيرات اليونيسف كصرخة استغاثة تتطلب استجابة عاجلة، حيث يكمن الحل في إتاحة الوقود والمساعدات الإنسانية فورًا. لكن ماذا يمكن أن يفعل العالم لأجل هؤلاء الأطفال الذين يهددهم العطش في كل لحظة؟ الأرقام تتحدث عن نفسها، إذ أن قطاع المياه في غزة بحاجة إلى:

  • إدخال الوقود اللازم لتشغيل محطات المياه ومعالجة الصرف الصحي.
  • توفير مساعدات طبية عاجلة لعلاج الأمراض الناتجة عن المياه الملوثة وسوء التغذية.
  • إطلاق حملات دعم دولية لضمان توصيل المساعدات بشكل مستدام وغير مقيد.

كما أن النقص الحاد في الخدمات الصحية جعل الموقف أكثر تعقيدًا، فالأطفال الذين يعانون من سوء التغذية أو الأمراض التي تنقلها المياه يسقطون في شباك أزمات مزدوجة، حيث أن المراكز الطبية تكافح للاستمرار وسط نقص اللوازم الأساسية.

أرقام يشيب لها الرأس

نظرة إلى الأرقام توضح حجم الكارثة الإنسانية في غزة، هذه مقارنة تُبرز بعض الجوانب المؤلمة:

القطاع %من العمل الحالي % من الحاجة المغطاة
محطات ضخ المياه 40% 10%
الخدمات الطبية للأطفال 30% 20%
إمدادات الوقود 0% 100%

تظهر الأعداد أعلاه أن الأوضاع كارثية، ليس لأن الموارد غير كافية، بل لأن هناك قيودًا تمنع وصولها إلى من يستحقها بسبب قرارات سياسية قسرية تعرقل كل محاولة للإنقاذ.

كل لحظة تمر بلا تدخّل تعني فقدان المزيد من الأرواح الشابة التي لم تعرف الحياة بعد. على الجميع أن يتذكر أن أطفال غزة ليسوا أرقامًا في تقارير إخبارية، بل هم نبض الحياة الذي من حقه أن يعيش بشرف وكرامة.